مناقشة السند وتفنيدها أما المناقشة الأولى : فهي غير واضحة لدينا ، لأنّ رواية " وسنتي " لو صحّت فهي لا تعارض رواية العترة ، واعتبار الصادر شيئاً واحداً أما هذه أو تلك لا ملجئ له ، وأظنّ أنّ الشيخ أبا زهرة تخيّل التعارض بينهما ، استناداً إلى مفهوم العدد ، ولكنه نسي أنّ هذا النوع من مفاهيم المخالفة ليس بحجة - كما هو التحقيق لدى متأخري الأصوليين - على أنّ التعارض لا يلجأ إليه إلاّ مع تحكّم المعارضة ، ومع إمكان الجمع بينهما لا معارضة أصلا ، وقد جمع ابن حجر بينهما في صواعقه ، فقال : وفي رواية : " كتاب الله وسنتي " ، وهي المراد من الأحاديث المقتصرة على الكتاب ، لأنّ السنّة مبيّنة له ، فأغنى ذكره عن ذكرها ، والحاصل أنّ الحثّ وقع على التمسّك بالكتاب وبالسنّة وبالعلماء بهما من أهل البيت ، ويستفاد من مجموع ذلك بقاء الأمور الثلاثة إلى قيام الساعة [1] . وإن شئت أن تقول : إنّ ذكر أهل البيت معناه ذكر للسنّة ، لأنّهم لا يأتون إلاّ بها ، فكلّ ما عندهم مأخوذ بواسطة النبي ، أي بواسطة السنة ، وقد طفحت بذلك أحاديثهم ، ويؤيده ما ورد في كنز العمال