الكذب في الأحكام الشرعية لدلالة المعجزة على صدقهم ; وأما الكذب غلطاً فمنعه الجمهور ، وجوّزه القاضي أبو بكر [1] . ولا إشكال أنّ الغلط لا يتأتّى في هذا الحديث ، لإصرار النبي ( صلى الله عليه وآله ) على تبليغه في أكثر من موضع وإلزام الناس بمؤدّاه ، والغلط لا يتكرر عادة . على أنّ الأدلة العقلية على عصمة النبي - والتي سبقت الإشارة إليها من استحالة الخطأ عليه في مقام التبليغ ، وكلما يصدر عنه تبليغ كما يأتي - تكفي في دفع شبهة القاضي أبي بكر ، وتمنع من احتمال الخطأ في دعواه عدم الافتراق . 2 - دلالته على لزوم التمسّك بالكتاب والعترة : لزوم التمسّك بهما معاً لا بواحد منهما ، منعاً من الضلالة ، لقوله ( صلى الله عليه وآله ) فيه : " ما إن تمسّكتم بهما لم تضلوا " ، ولقوله : " فانظروا كيف تخلفونني فيهما " ، وأوضح من ذلك دلالة ما ورد في رواية الطبراني في تتمتها : " فلا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم " [2] . وبالطبع أنّ معنى التمسّك بالقرآن هو الأخذ بتعاليمه والسير على وفقها ، وهو نفسه معنى التمسّك بأهل البيت عدل القرآن .