المكلّفين ، والغاية من تشريعه للأحكام إذهاب الرجس عن الجميع ، لا عن خصوص أهل البيت ( عليهم السلام ) ، على أنّ حملها على الإرادة التشريعية يتنافى مع اهتمام النبي ( صلى الله عليه وآله ) بأهل البيت وتطبيق الآية عليهم بالخصوص ، كما يأتي ذلك فيما بعد . [ الشبهة - ] كلام حول الجبر والاختيار : 2 - وقد يقال أيضاً : إنّ حملها على الإرادة التكوينية وإن دلّ على معنى العصمة فيهم لاستحالة تخلف المراد عن إرادته تعالى ، إلاّ أنّ ذلك يجرّنا إلى الالتزام بالجبر وسلبهم الإرادة فيما يصدر عنهم من أفعال ما دامت الإرادة التكوينية هي المتحكّمة في جميع تصرفاتهم ، ونتيجة ذلك حتماً حرمانهم من الثواب ، لأنه وليد إرادة العبد ، كما تقتضيه نظرية التحسين والتقبيح العقليين ، وهذا ما لا يمكن أن يلتزم به مدّعوا الإمامة لأهل البيت ( عليهم السلام ) . [ الجواب : ] والجواب على هذه الشبهة يجرنا إلى الحديث حول نظرية الجبر والاختيار عند الشيعة . وملخص ما ذهبوا إليه : أنّ جميع أفعال العبيد وإن كانت مخلوقة لله عز وجل ومرادة له بالإرادة التكوينية ، لامتناع جعل الشريك له في الخلق ، إلاّ أن خلقه لأفعالهم إنما هو بتوسط إرادتهم الخاصة غالباً وفي طولها ، وبذلك صحّحوا نسبة الأفعال للعبيد ونسبتها لله ،