يقول : لاسلمنّ ما سلمت أمور المسلمين ، ويرى في الحرب أخيراً عملاً بالتكليف الشرعي ، فلا يتوانى فيه ؛ ولا يتردّد . . وكذلك الحال بالنسبة لهؤلاء الصفوة الأخيار من أصحابه « عليه السلام » ، فإنهم لا يقدمون إلاّ على ما يرون فيه رضا الله سبحانه ، وظهور دينه ، وصلاح عباده . . ب : وبعد . . فان علياً عليه الصلاة والسلام ، وأصحابه الأكارم رضوان الله تعالى عليهم يرون : أن الإسلام يرفض السلبية ، من أجل السلبية نفسها ؛ فإنها تعني العجز ، والانهزامية ، والهروب من مواجهة الواقع ، وتحمل مسؤولياته ، لان هذه سلبية مضرة وهدامة ، وممقوتة . كما أن هؤلاء الصفوة لا يرون في الحكم مكسباً شخصياً ، ولا مطلباً فردياً ، لا بد من التضحية بكل شيء من أجله ، وفي سبيله ، وإنما يرون فيه مسؤولية ، وفرصة لتحقيق رضا الله سبحانه بخدمة عباده ، ورعايتهم وهدايتهم . ويرون كذلك : أن الايجابية هي أساس الحياة ، ورائد العمل ، وطريق النجاة . . وحتى حينما يتخذون بعض المواقف ، التي تكون سلبية بظاهرها ، فإنما تكون سلبية من موقع المسؤولية ، يراد لها : أن تتمخض عن إيجابية بنّاءة وخيِّرة ، تعود بالخير وبالبركات ، حينما يقصد منها : أن تكون أسلوباً لتذليل الصعوبات ، وإزالة الموانع من طريق العمل والعاملين . ولأجل ذلك نجد أمير المؤمنين « عليه السلام » ، الذي ذاق الأمرّين ، من غصب حقه ، والهجوم على بيته ، ومنع زوجته إرثها ونحلتها من أبيها . .