وذلك لأنه لا بد من التعامل مع الأمور بروح الحكمة ، ولا سيما فيما يرتبط بالحياة الاجتماعية ، التي تحتاج ، إلى مزيد من الوعي ، وإلى التدبر ، ومن ثم إلى الموقف العادل والصحيح « ليقوم الناس بالقسط » . ويلاحظ هنا : أنه قد نسب القيام بالقسط إلى الناس . وهذا القيام إنما هو النتيجة الطبيعية لوعيهم ، ولتكاملهم . نعم . . إن التعامل مع الأمور ، لا بد أن يكون على أساس الحكمة ، التي تعني إدراك الواقع أولاً ، ثم التعامل معه بما يستحقه ، فلا يظلمه بأن يبخسه حقه ، ولا يعتدي عليه ، بأن يتخمه بالعطاء ، حتى يفسد حياته ، ويرهق وجوده . . إنزال الحديد . . لماذا ؟ ! وطبيعي : أن قيام الناس بالقسط - كما أشارت إليه الآية - لسوف يصطدم بكثير من العقبات . ولسوف يلقى معارضة قوية وساحقة من قبل الطواغيت والجبارين ، والمستأثرين بمقدرات الأمم . ولسوف يصطدم أيضاً بأولئك الذين يكبلون الناس بمختلف أنواع القيود ؛ بهدف أن يبقى المجال مفسوحاً ، والباب مفتوحاً ، أمامهم لاستغلال الناس ، وامتصاص دمائهم . . كما ويمنعونهم من ممارسة حرياتهم في مختلف الشؤون ، التي يرون أنها يمكن أن تؤثر على تلك الامتيازات الظالمة ، التي يجعلونها لأنفسهم ، في مختلف مجالات الحياة .