رحاب الله سبحانه ، فلا يوفق للانطلاقة الهادفة في آفاقه الرحبة ، الزاخرة بالعطاء ، الغنية بالمواهب . نعم . . إن سلمان حينما أحسّ أن زيد بن صوحان يتعرض لهذا الخطر الأكيد ، ويوشك أن تزل به قدمه . . فإنه من موقع المربي المشفق ، يعمل على تصحيح الخطأ ، وإعادة الأمور إلى نصابها . . يقول النص التاريخي عن زيد : إنه : « كان يقوم الليل ، ويصوم النهار ، وإذا كانت الجمعة أحياها ، وإنه ليكرهها إذا جاءت ، لما يلقى بها ؛ فبلغ سلمان ما كان يصنع ، فأتاه ، فقال : أين زيد ؟ فقالت امرأته : ليس هاهنا . قال : فإني أقسم عليك : لمّا صنعت طعاماً ، ولبست محاسن ثيابك . ثم بعث إلى زيد ، فقرب إليه الطعام ، وقال له : كل يا زيد . فقال : إني صائم . فقال : كل يا زيد ، لا تنقص دينك ، إن شر السير الحقحقة ، إن لعينك عليك حقاً ، وإن لبدنك عليك حقاً ، وإن لزوجك عليك حقاً . فأكل زيد ، وترك ما كان يصنع [1] .
[1] تهذيب تاريخ دمشق ج 6 ص 15 وتاريخ بغداد ج 8 ص 439 وقاموس الرجال ج 4 ص 426 عنه .