بالمقدار الذي يتفق مع هذه النظرة ، ويحقق لهم هذه النتائج ، حتى إذا رأوا : أن مصالحهم الخاصة ومآربهم الشخصية تتعرض للخطر ، فان على القرآن ، والإسلام ، والحق أن يتراجع ، وأن يعترف بأنه مخطئ ، بل ومسرف في الخطأ ، وحيث لا بد من احترام القرآن والإسلام ، فلا أقل من اتهام المسلمين ، والعلماء ، وغيرهم بالخطأ ، أو بتعمد الخطأ في فهمهما . . وفريق آخر : يرى : أن الحق كل الحق دائماً في جانب القوي ، ومعه ؛ فلا بد من اعطاء الحق لذي الحق مهما كلف الأمر ، ومهما تكن النتائج . وذلك بسبب ضعف في نفوس هذا النوع من الناس ، وانهزام في ذواتهم وشخصياتهم . . وفريق ثالث : قد أحاط الحاكم بهالة من الاحترام والقداسة ، لا لشيء إلا لأنه حاكم ومتسلط ، ويدين الله بالخضوع له ، والالتزام بأوامره ، والانتهاء إلى نواهيه ؛ وذلك لأنه قد خدع بما حاول الحكام أن يشيعوه ، من أن سلطتهم سلطة إلهية ، مفروضة على الناس ، لا يمكن لهم الخلاص منها ، لان تلك هي إرادة الله سبحانه ومن هنا . . فإن الله سبحانه قد طلب من الناس أن يُدخلوا في عقائدهم وأحكامهم ، عقيدة عدم جواز الخروج على السلطان ، من كان ، ومهما كان ، لأنه يمثل إرادة الله سبحانه على الأرض ، فمعصيته ، والاعتراض عليه يوجب العقاب والعذاب الأليم يوم القيامة . . بل لقد حاول البعض أن يقول : إنه ليس على السلطان - الخليفة -