قال : نعم الزيد أنت إذن [1] . . إن هذا النص يعطينا : أن سلمان قد وضع إصبعه على أمر دقيق . وهام للغاية ، وله دور أساس ورئيسي في تكوين شخصية الإنسان المسلم ، وله تأثير مباشر ، وقوي فيما يتخذه من مواقف ، وفيما يقوم به من أعمال . ثم هو يمس بالتالي ، مستقبل الأمة الإسلامية ، ومصيرها ، ومستوى ومنطلق ونوع تعاملها في القضايا الكبرى ، التي تواجهها ، هذا . . عدا عن مساسه بالتركيبة السياسية ، التي لا بد وان تترك آثاراً كبيرة وعميقة على المجتمع المسلم ، وعلى جميع خصائصه ، وأوضاعه بصور عامة . وذلك لان القاء نظرة فاحصة على حالات الناس وأفكارهم ، وخصوصاً في تلك الفترة ، توضح لنا : أن الناس كانوا على حالات شتى . ففريق منهم لا يرى الحق والخير ، إلا من خلال ذاته ، ونفسه ، فهو المعيار ، والميزان ، والمحور لذلك ، فمبقدار ما يجلب له نفعاً ، ويدفع عنه ضراً في هذه الحياة الدنيا ، فهو خير ، وحق ، وحسن ومقبول ، تجب نصرته على كل أحد ، ولا ضير في أن يضحي الآخرون بكل غالٍ ، ونفيس ، - حتى بأنفسهم - من أجله ، وفي سبيله . . شرط أن لا تصل النوبة إلى شخص هؤلاء بالذات ، لأن المفروض هو أن المسؤولية ، كل المسؤولية ، تقع على عاتق الآخرون دونهم . وهكذا . . فان القرآن والإسلام لا يمثل لهذا النوع من الناس شيئاً ، إلا