إلى اظهار التواضع ، والعزوف عن الفخامة والأبهة . وإن كان الآخرون هم الذين أطلقوا عليه لقب « الصديق » ، وأضافوه إلى الكتاب من عند أنفسهم ، تكرماً وحباً ، ورغبة في تعظيمه ، وتفخيمه . . فذلك يعني : أنهم قد تصرفوا بالكتاب ، وأضافوا إليه ما ليس منه ، دون أن يتركوا أثراً يدل على تصرفهم هذا ، وهو عمل مدان ، ومرفوض ، إن لم نقل : إنه مشين ، لا سيما وأنهم أهملوا صديقه عمر بن الخطاب ؛ فلم يصفوه بالفاروق ، كما وأهملوا غيره أيضاً . . ولا يفوتنا التذكير هنا : بأن النوري قد أورد الكتاب في : نفس الرحمان ، عن : تاريخ گزيده وليس فيه وصف أبي بكر ب « الصديق » ، بل وصفه ب « ابن أبي قحافة » وهو الأنسب ، والأوفق لظاهر الحال . ج : وأما قولهم : ان أبا ذر لم يكن قد قدم المدينة حينئذٍ ؛ لأنه إنما قدمها بعد الخندق . فإننا نقول : المراد : أنه إنما قدمها مستوطنا لها بعد الخندق . أما قبل ذلك ، فلعله قدمها للقاء رسول الله « صلى الله عليه وآله » ، أو لبعض حاجاته ؛ فصادف كتابة هذا الكتاب ؛ فشهد عليه ، ثم عاد إلى بلاده . وثمة رواية أخرى ، تشير إلى حضوره [1] ؛ فلتراجع .
[1] راجع : البحار ج 22 ص 358 واكمال الدين ج 1 ص 164 و 165 وروضة الواعظين ص 2276 - 278 والدرجات الرفيعة ص 203 عن اكمال الدين ، ونفس الرحمان ص 6 ص 22 عن الحسين بن حمدان وص 5 وصححها عن اكمال الدين ، وعن الراوندي في قصص الأنبياء ، وعن روضة الواعظين ، وعن الدر النظيم .