بعد الخندق ، فإنه يكاد يكون صريحاً في فوات بعض المشاهد ، قبل ذلك . . وثانياً : قول الخطيب : ان التاريخ الهجري لم يكن في عهد الرسول ، وأن عمر بن الخطاب هو أول من أرّخ به . لا يمكن قبوله ، فقد أثبتنا في كتابنا : الصحيح من سيرة النبيّ « صلى الله عليه وآله » : أن النبيّ هو واضع التاريخ الهجري ، وقد أرّخ به هو نفسه « صلى الله عليه وآله » أكثر من مرة ، وهذا الكتاب يصلح دليلاً على ذلك أيضاً . وأما بالنسبة لكلام العلامة البحاثة الأحمدي ، فنحن نشير إلى ما يلي : ألف : قوله : إن الحطيب ، وابن عساكر ، ونفس الرحمان لم يذكروا الشهود ، ليس في محله ، كما يعلم بالمراجعة . ب : إن ما ذكره حول توصيف أبي بكر بالصديق . . صحيح ، وقد تحدثنا في كتابنا : الصحيح من سيرة النبيّ الأعظم « صلى الله عليه وآله » ج 2 ص 263 - 268 : أن تلقيبه بهذا اللقب ، لا يصلح لا في الاسراء والمعراج ، ولا في أول البعثة ، ولا في قضية الغار ، حسب اختلاف الدعاوى . . وذكرنا هناك : أن الظاهر : هو أن اللقب قد خلع عليه بعد وفاة النبيّ « صلى الله عليه وآله » بمدة ليست بالقصيرة . ونضيف إلى ذلك : أنه إن كان أبو بكر نفسه قد كتب هذه الكلمة على كتاب عتق سلمان ، فنقول : إن من غير المألوف : أن يطلق الإنسان على نفسه ألقاب التعظيم والتفخيم ، بل إن الإنسان العظيم ، الذي يحترم نفسه ، يعمد في موارد كهذه