قال : « من الغريب الواقع : أن حملة العلم في الملة الإسلامية أكثرهم العجم ، لا من العلوم الشرعية ، ولا من العلوم العقلية [1] الا في القليل النادر . وان كان منهم العربي في نسبته ؛ فهو عجمي في لغته ، ومرباه ، ومشيخته ، مع أن الملة عربية ، وصاحب شريعتها عربي . . » . إلى أن قال بعد ذكره أمثلة على ذلك : « . . ولم يقم بحفظ العلم وتدوينه إلا الأعاجم . وظهر مصداق قوله « صلى الله عليه وآله » : لو تعلق العلم بأكناف السماء لنا له قوم من أهل فارس إلخ . . » [2] . 9 - وقال الزمخشري : قال قرشي : سألني سعيد بن المسيّب عن أخوالي . فقلت : أمي فتاة . فنقصت في عينه ؛ فأمهلت حتى دخل عليه سالم بن عبد الله بن عمر ، فقلت : من أمه ؟ ! قال فتاة . ثم دخل القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ؛ فقلت : من أمه ؟ ! قال : فتاة .
[1] أي سواء من العلوم الشرعية ، أو من العلوم العقلية ، كما جرى عليه ابن خلدون في تعبيراته . [2] راجع : مقدمة ابن خلدون ص 543 - 545 .