لقد كان من الطبيعي والحالة هذه : أن يتأكد عند الناس نباهة قوم ، وخمول آخرين ، وهو ما أشار إليه علي « عليه السلام » ، حين قال في جملة كلام له : « . . ثم فتح الله عليها الفتوح ؛ فأثرت بعد الفاقة ، وتمولت بعد الجهد والمخمصة . . » . إلى أن يقول : « ثم نسبت تلك الفتوح إلى آراء ولاتها ، وحسن تدبير الأمراء القائمين عليها ؛ فتأكد عند الناس نباهة قوم ، وخمول آخرين إلخ . . » [1] . نعم . . لقد كان من الطبيعي : أن يوجد ذلك التمييز والتفضيل للعرب ، تياراً جارفاً من الحب ، والتعظيم ، والتبجيل لذلك الذي كان السبب في حصولهم على كل ما حصلوا عليه ، وأن يصبح رأيه فيهم كالشرع المتبع ، وتصبح سنته فيهم هي السنة الماضية . وقد ذكرنا في كتابنا : الحياة السياسية للإمام الحسن « عليه السلام » ص 86 - 90 بعض ما يفيد في هذا المجال ، ونذكر هنا بعض النصوص الأخرى ، لاظهار كيف أن قول الخليفة الثاني قد أصبح في الناس كالشرع المتبع ، وهي التالية : إنه يكفي أن نذكر : أنه قد بلغ من عظمة عمر بن الخطاب : أن عليّاً « عليه السلام » لم يستطع أن يمنع جنده من صلاة التراويح ، قال « عليه السلام » :