أسطورة تاريخية ، أو أنه من الموالي لا يحق له التصدي لبعض الأمور ، أو ما إلى ذلك [1] . . فإنهم يحاولون ما هو أعظم من ذلك وأخطر ، وهو النيل من رسول الإسلام الأعظم « صلى الله عليه وآله » ، والعبث بالقرآن ومفاهيمه ، وتشويه حقائقه ، ومسخ تشريعاته وتهجينها . نعم . . لا عجب من ذلك كله . . وإنما العجب كل العجب : من أولئك الذين يعتبرون أنفسهم ، ويعتبرهم الناس مسلمين ، ويحملون هوية الإسلام ، ويرفعون شعاراته ، حيث نجدهم : أشد كيداً للإسلام ، وأكثر اصراراً على تشويه معالمه ، وأعظم أثراً في تقويض دعائمه . ولا نريد حشد الشواهد والأدلة الكثيرة ، على ان هؤلاء قد تربوا على أيدي أولئك ، وتخرجوا من مدرستهم ، وتأثروا بأفكارهم ومفاهيمهم ، ونفثوا فيهم سمومهم المهلكة ؛ فان ذلك كالنار على المنار ، وكالشمس في رابعة النهار . ولعل ذلك كان أمراً طبيعياً ما دام أن هؤلاء حين اتصلوا بأولئك الشياطين المهرة ، لم يكونوا قد استضاءوا بنور العلم ، ولا كانت لديهم حصانة كافية ، ولا وعي للإسلام ومفاهيمه يمكّنهم من الصمود في وجه الهجمة الشرسة ، التي تستهدف تشويه شخصيتهم ، ومسخ كل وجودهم ، وتدمير كل طاقاتهم ، من قبل تلك الوحوش الكاسرة . . هذا إلى جانب شعور بالحقارة ، واحساس بالضعف ، وانبهار تام بمظاهر الحضارة