مقبولاً ، ومفروضاً من قبله « صلى الله عليه وآله » مباشرة . . وكان على عمر أن يتجنب الجهر بآرائه تلك في هذه المرحلة ، ويقف من سعد ذلك الموقف ، ولا سيما بالنسبة إلى سلمان « المحمّدي » الذي كان يحظى باحترام وتقدير كبير لدى الناس عامة ، ولدى الصحابة بصورة خاصة بالإضافة إلى مكانته المتميزة لدى أهل البيت ، وأمير المؤمنين علي « عليه السلام » على وجه التحديد . وكفى للتدليل على هذه المكانة لسلمان ، بسبب سلوكه المتميز ، وبسبب ما صدر عن رسول الله « صلى الله عليه وآله » في حقه : أن نذكر : أنه لما زار سلمان دمشق . « . . « صلى الله عليه وآله » الإمام الظهر ، ثم خرج ، وخرج الناس يتلقونه ، كما يتلقى الخليفة ، فلقيناه قد « صلى الله عليه وآله » بأصحابه العصر ، وهو يمشي ، فوقفنا نسلم عليه ، ولم يبق فيها شريف إلاّ عرض عليه بيته » [1] . كما أنه لما قدم سلمان إلى المدينة ، قال عمر للناس : « اخرجوا بنا نتلق سلمان » فخرجوا معه إلى مشارف المدينة ، ولم نعرف عمر صنع مثل هذا مع عامل من عماله ، أو مع أحد من أصحاب رسول الله « صلى الله عليه وآله » ، رغم أن سلمان قد اعترض على ما جرى في السقيفة ، وقوله : « كرديد
[1] تهذيب تاريخ دمشق ج 1 ص 190 ، وأنساب الاشراف ج 1 ( قسم حياة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ص 487 و 488 .