محله ، وإذن . . هو منهم تنزيلاً : لتشابه الصفات ، بعضها ، أو كلها ، تلك الصفات التي يمكن أن تجعله من الملهمين . وشهد الله لهم بالتطهير ، وذهاب الرجس عنهم ؛ فهم المطهرون ، بل عين الطهارة . وهم المطهرون بالنص ؛ فسلمان منهم بلا شك . . فكان من أعلم الناس بما لله على عباده من الحقوق ، ولأنفسهم ، والخلق عليهم من الحقوق ، وأقواهم على أدائها ، وفيه قال رسول الله « صلى الله عليه وآله » : لو كان الإيمان بالثريا لنا له رجل من فارس ، وأشار إلى سلمان . . » [1] . الوقفة الثانية : دفاع عمر عن سلمان : هذا . . وإذا عدنا إلى الرواية الثالثة المتقدمة ، فنجدها قد ذكرت : أن عمر قد دافع عن سلمان في قبال سعد . . وهذا أمر يثير العجب من ناحيتين : الأولى : أن عمر قد وصف أباه الخطاب بأنه : كان أعزّهم في الجاهلية . . مع أننا قلنا في الجزء الثاني من كتابنا : الصحيح من سيرة النبيّ الأعظم « صلى الله عليه وآله » ص 58 / 59 و 96 - 100 : أن هذا الكلام لا يصح ، وأنهم كانوا أقل وأذلّ بيت في قريش . .