قريش ، وهم عند رسول الله « صلى الله عليه وآله » في مجلسه ؛ فالتفت إليه رجل منهم فقال : ما حسبك ؟ وما نسبك ؟ وبم اجترأت أن تتخطى حلقة قريش . قال : فنظر إليه سلمان ؛ فأرسل عينيه ؛ وبكى ، وقال : سألتني عن حسبي ، ونسبي ، خلقت من نطفة قذرة ، أما اليوم ففكرة وعبره ، وغداً جيفة منتنة ، فإذا أنشرت الدواوين ، ونصبت الموازين ، ودعي الناس لفصل القضاء ؛ فوضعت في الميزان ، فان أرجح ، فأنا شريف كريم ، وان أنقص الميزان ؛ فأنا اللئيم الذليل ، فهذا حسبي ، وحسب الجميع ، فقال النبيّ « صلى الله عليه وآله » : صدق سلمان ، من أراد أن ينظر إلى رجل نوّر قلبه ، فلينظر إلى سلمان [1] . ويلاحظ هنا : أن هذه القضية تشبه كثيراً ، ما سيأتي في سبب قوله « صلى الله عليه وآله » : سلمان منّا أهل البيت ، لكن هذه العبارة لم تذكر فيها . . والمناسب ذكرها ، فان من الطبيعي أن يغضب النبيّ « صلى الله عليه وآله » من كلام ذلك القرشي الجافي ، وينتصر لسلمان بأكثر من هذه الكلمة الهينة اللينة ، المذكورة في آخر الرواية . . 3 - « وأخرج أيضاً من طريق البيهقي ، وعبد الرزاق ، عن قتادة ، قال : كان بين سعد بن أبي وقاص وسلمان شيء ؛ فقال سعد ، وهم في مجلس :
[1] تهذيب تاريخ دمشق ج 6 ص 200 وراجع البحار ج 22 ص 355 عن أمالي الصدوق .