بها ، ويأنس ، أو يتعب من أجلها ويضحي ، أو يأمل بها ويطمح . . وما إلى ذلك . . ومن هنا . . فقد كان من الطبيعي أن يرفض الإسلام اعطاء الامتيازات ، وتفضيل الناس ، بعضهم على بعض على أساس العرق أو اللون ، أو غير ذلك مما لا خيار فيه للانسان ، ولا هو خاضع لإرادته . ولكنه جعل التفاضل بين الناس في أمر يمكن أن يكون له دور رئيس في تكاملهم ، وفي تحقيق سعادتهم ، ويؤثر في حركتهم الدائبة نحو هدفهم الأسمى . . وهو في نفس الوقت أمر اختياري للانسان ، يمكنه ، أن يحصل عليه ، ويمكنه أن لا يحصل عليه . . ألا وهو التقوى ، والعمل الصالح ، والسجايا الفاضلة ، والعلم النافع المعطاء ؛ فقال تعالى : * ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) * [1] . وقال : * ( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ) * [2] . وقال تعالى : * ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ ) * [3] . قال : * ( وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ ) * [4] .
[1] الآية 13 من سورة الحجرات . [2] الآية 9 من سورة الزمر . [3] الآية 24 من سورة إبراهيم . [4] الآية 26 من سورة إبراهيم .