إجابة واضحة : ونحن في مقام الإجابة على ذلك نشير إلى النقاط التالية : أ : إن هؤلاء الاشخاص ، وهو النخبة الخيِّرة ، والطليعة الواعية ، من صحابة الرسول الأكرم « صلى الله عليه وآله » ، وعلى رأسهم سيدهم ، وأميرهم ، وقائدهم علي « عليه السلام » . . قد رباهم الإسلام ، وذابوا وانصهروا في تعاليمه ، ولم يكن يهمهم إلاّ رضا الله سبحانه ، وظهور الدين ، وفلج الحق ، ولا يغضبون إلا لله تعالى ، ولا يرضون إلا لرضاه ، مهما كان ذلك صعباً ، ومراً بالنسبة إليهم . . وإذا كان علي أمير المؤمنين « عليه السلام » على استعداد لتحمل الهجوم عليه في بيته ، وضرب زوجته ، وهي بنت رسول الله « صلى الله عليه وآله » ، واسقاط جنينها ، واستصفاء أموالها - بل لقد روي أن عثمان قد ضرب علياً نفسه مباشرة [1] - إلى غير ذلك مما واجهه « عليه السلام » ، من الإهانات الكثيرة ، والرزايا الخطيرة ، مما هو معروف ، ومشهور ومسطور . إذا كان علي « عليه السلام » على استعداد لتحمل ذلك . . فإنه هو نفسه ذلك الذي يشهر سيفه بعد خمس وعشرين سنة من تحمل الظلم ، ويخوض الحروب الطاحنة ، التي تستأصل عشرات الألوف من الناس . ما ذلك إلا لأنه رأى في السكوت أولاً رضا الله سبحانه ؛ فيرضى به ؛
[1] الموفقيات ص 612 القسم الضائع من الموفقيات . وشرح النهج للمعتزلي ج 9 ص 16 .