« صلى الله عليه وآله » قد أمر أصحابه بأن يأكلوا ، ولم يأكل هو ؛ لأنها صدقة . فعدها سلمان واحدة . ثم التقى به « صلى الله عليه وآله » في المدينة . فقدم له - رطباً على أنها هدية ، فلاحظ : انه « صلى الله عليه وآله » قد أكل منها هذه المرة . . ثم التقى به « صلى الله عليه وآله » في بقيع الغرقد ، وهو في تشييع جنازة بعض أصحابه ، فسلم عليه ، ثم استدار خلفه ؛ فكشف « صلى الله عليه وآله » له عن ظهره ، فرأى خاتم النبوة ؛ فانكب عليه يقبله ويبكي ، ثم أسلم ، وأخبره بقصته [1] . ثم كان تحريره من الرق ، حسبما سيأتي . نحن . . وحديث الإسلام هذا : ويلاحظ هنا : أن سلمان لم يسلم بدافع عاطفي أو مصلحي ، ولم يسلم أيضاً استجابة لضغوط عليه ، أو لجو معين . . وإنما دخل في الإسلام عن
[1] مصادر هذا الذي ذكرناه كثيرة جداً ، وما سيأتي في هذا الفصل كله ، قد ذكر هذا الحديث ، فلا حاجة إلى ذكرها ، ومع ذلك نقول : راجع : الإصابة ج 2 ص 62 وقاموس الرجال ج 4 ، والاستيعاب وأسد الغابة ، والبحار ج 22 ، ونفس الرحمان والمصنف لعبد الرزاق ج 8 ص 418 وتاريخ الخميس والدرجات الرفيعة وروضة الواعظين ، و و و إلخ . .