أما في الاتجاه السلبي : وفي الاتجاه السلبي ، نجد أن هؤلاء المهدورة كراماتهم ، المسلوبة حقوقهم ، من قبل الهيئة الحاكمة ، وأعوانها على الخصوص ، يصبحون أشد الناس على عثمان ، حيث ثار الناس عليه ، بسبب ما ظهر منه ، في أيام خلافته ، ولا سيما في السنوات الأخيرة منها . 1 - يقول ابن عبد ربه ، وهو يتحدث عن حصر أهل المدينة ، وأهل مصر عثمان بن عفان : « . . وكان معهم من القبائل : خزاعة ، وسعد بن بكر ، وهذيل ، وطوائف من جهينة ، ومزينة ، وانباط يثرب ، وهؤلاء كانوا أشد الناس عليه » [1] . 2 - وحينما جاء عرب الكوفة إلى عبد الرحمان بن مخنف الأزدي ، وطلبوا منه الخروج معهم على المختار ، قال لهم عبد الرحمان : « . . أخاف أن تتفرقوا وتختلفوا . ومع الرجل شجعانكم وفرسانكم ، مثل فلان ، وفلان . ثم معه عبيدكم ، ومواليكم ؛ وكلمة هؤلاء واحدة . ومواليكم أشد حنقاً عليكم من عدوكم ؛ فهم مقاتلوكم بشجاعة العرب ، وعداوة العجم » [2] .
[1] العقد الفريد ج 4 ص 300 والغدير ج 9 ص 169 عنه . . [2] راجع : تاريخ الأمم والملوك ( ط دار المعارف بمصر ) ج 6 ص 45 والكامل لابن الأثير ج 4 ص 231 .