إن سلمان - حسبما روي عن الإمام الصادق « عليه السلام » - كان عبداً صالحاً ، حنيفاً ، مسلماً ، وما كان من المشركين . وفي حديث عنه « صلى الله عليه وآله » : لا تغلّطنّ في سلمان ، فإن الله تبارك وتعالى أمرني أن اطلعه على علم البلايا والمنايا والأنساب ، وفصل الخطاب . . وقد أدرك العلم الأول والآخر ، وهو بحر لا ينزف . وقد أخبر عن مصارع الشهداء في كربلاء ، وعن أمر الخوارج . . منزلته ومقامه : بعض ما سبق يشير إلى علو مقامه ، وسامق منزلته ، ولا نرى أننا بحاجة إلى المزيد ، ولكننا مع ذلك نقول : قال صاحب الاستيعاب : لقد روي عن رسول الله « صلى الله عليه وآله » من وجوه ، أنه قال : لو كان الدين عند الثريا لنا له سلمان . قال : وقد روينا عن عائشة ، قالت : كان لسلمان مجلس من رسول الله « صلى الله عليه وآله » ينفرد به بالليل ، حتى يكاد يغلبنا على رسول الله « صلى الله عليه وآله » [1] . وقد قال رسول الله « صلى الله عليه وآله » - حسبما سيأتي - : سلمان منّا أهل البيت .
[1] الاستيعاب ( هامش الإصابة ) ج 2 ص 59 وسفينة البحار ج 1 ص 648 .