الأمر ، بل الأمر على عكس ذلك تماماً ؛ فإنها منذ بداياتها قد تصدت لهؤلاء ، ولكن بذكاء ، وحنكة ، وتحت شعارات خادعة ، وما كرة ، من قبيل الاتهام بالزندقة ، كما سنشير إليه فيما يأتي إن شاء الله تعالى . . الشعوبية هم دعاة التسوية : وقد عرف دعاة التسوية هؤلاء باسم : « الشعوبية » . قال ابن تيمية : « ذهبت فرقة من الناس : إلى أن لا فضل لجنس العرب على جنس العمم ، وهؤلاء ، يسمون : الشعوبية » [1] . قال الجاحظ : « . . ونبدأ على اسم الله ، بذكر مذهب الشعوبية ، ومن يتحلى باسم : التسوية . . » [2] . وقال ابن عبد ربه : « . . قول الشعوبية ، وهم أهل التسوية . . » [3] . وقال ابن منظور ، وغيره : « الشعوبي : الذي يصغر شان العرب ، ولا يرى لهم فضلاً على غيرهم » [4] .
[1] اقتضاء الصراط المستقيم ص 149 . [2] البيان والتبيين ج 3 ص 5 . [3] العقد الفريد ج 3 ص 403 وراجع ص 405 و 408 وراجع : الجذور التاريخية للشعوبية ص 9 . [4] لسان العرب ج 1 ص 500 وأساس البلاغة ص 236 والنهاية في اللغة ج 2 ص 478 .