إلى غير ذلك من نصوص ومواقف معبرة وصريحة في هذا الأمر ، ولا مجال لتأويلها ، ولا للتلاعب فيها . . وهي كثيرة جداً لا طاقة لنا بجمعها وإحصائها في عجالة كهذه . التمييز العنصري بين الجبر والاختيار : وإذا كان معنى التمييز العنصري هو : أن يجعل العرق ، أو اللون ، أو الطبقة ، أو نحوها أساساً للتمييز والتفاضل بين البشر ، فبملاحظته يستحق هذا امتيازاً ؛ فيعطى له ، ولا يستحقه ذاك ، فيحرم منه - إذا كان كذلك - . فإن من الواضح . . أن هذه أمر يأباه العقل ، وترفضه الفطرة ، ويدينه الوجدان ، لأن الإنسان أغلى من كل شيء في الوجود ، لان كلّ شيء مخلوق من أجله ومسخّر له ، فلا يصح أن نضحي بإنسانية الإنسان وبكرامته من أجل أي شيء آخر مهما غلا فكيف إذا كان تافهاً وحقيراً ، من قبيل اللون ، والعرق ، والجغرافيا ، وما إلى ذلك . . أضف إلى ذلك : أن اللون ، أو العرق ، ليسا من الأمور الاختيارية ، التي تساهم إرادة الإنسان في صنعها ، وايجادها . كي تدفعه في حركته الدائبة نحو الحصول على خصائصه ، وكمالاته الإنسانية ، وباتجاه هدفه الأسمى ، الذي وجد من أجله . . كما أنهما لا يحلان للانسان آية مشكلة ، ولا دور لهما في تغلبه على المصاعب والمتاعب ، ولا في إزالة العوائق ، التي تعترض طريق تقدمه ، نحو هدفه المنشود . . وكذلك فإنهما لا يساهمان في سعادة الإنسان بالحياة ، فلا يجعلانه يلتذ