responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سر الإسراء في شرح حديث المعراج نویسنده : الشيخ علي سعادت پرور    جلد : 1  صفحه : 491


المستقيم الذي لم ينسب في كلامه تعالى إلى غيره ، إلا إلى هذه الجماعة في قوله تعالى : * ( إهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم ) * وبالجملة ، فهم ملحقون بهم غير صائرين منهم كما لا يخلو قوله : * ( وحسن أولئك رفيقا ) * من تلويح إليه . وقد تقدم أن المراد بهذه النعمة هي الولاية .
وأما هؤلاء الطوائف الأربع ، أعني النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، فالنبيون هم أصحاب الوحي الذين عندهم نبأ الغيب ، ولا خبرة لنا من حالهم بأزيد من ذلك إلا من حيث الآثار ، وقد تقدم أن المراد بالشهداء ، شهداء الأعمال فيما يطلق من لفظ الشهيد في القرآن ، دون المستشهدين في معركة القتال ، وأن المراد بالصالحين هم أهل اللياقة بنعم الله ، وأما الصديقون فالذي يدل عليه لفظه هو أنه مبالغة من الصدق .
ومن الصدق ما هو في القول ، ومنه ما هو في الفعل ، وصدق الفعل هو مطابقته للقول ، لأنه حاك عن الاعتقاد ، فإذا صدق في حكايته كان حاكيا لما في الضمير من غير تخلف ، وصدق القول مطابقته لما في الواقع ، وحيث كان القول نفسه من الفعل بوجه ، كان الصادق في فعله لا يخبر إلا عما يعلم صدقه وأنه حق ، ففي قوله الصدق الخبري والمخبري جميعا ، فالصديق : الذي لا يكذب أصلا ، هو الذي لا يفعل إلا ما يراه حقا من غير اتباع لهوى النفس ، ولا يقول إلا ما لا يرى أنه حق ، ولا يرى شيئا إلا ما هو حق ، فهو يشاهد حقائق الأشياء ، ويقول الحق ، ويفعل الحق .
وعلى ذلك ، فيترتب المراتب ، فالنبيون وهم السادة ، ثم الصديقون وهم شهداء الحقائق والأعمال ، والشهداء وهم شهداء الأعمال ، والصالحون وهم المتهيئون للكرامة الإلهية . " [1] انتهى .



[1] الميزان ، المجلد الخامس ، الصفحة 405 .

491

نام کتاب : سر الإسراء في شرح حديث المعراج نویسنده : الشيخ علي سعادت پرور    جلد : 1  صفحه : 491
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست