نام کتاب : سر الإسراء في شرح حديث المعراج نویسنده : الشيخ علي سعادت پرور جلد : 1 صفحه : 262
أقول : قد تقدم في شرح قوله عز وجل " وجبت محبتي للمتحابين في . " [1] ما يدل على فضل التحابب في الله وعظمة أمر المؤمن وخطره وحرمته عند الله تعالى . والمستفاد من جملة الحديث وما ذكرنا ذيلها ، أن لله تعالى دارين وعبدين : الدار الدنيا ومن ينظر إليها بنظر الاستقلال ، فإن الدار وناظرها كليهما مبغوضان ، والدار الآخرة وناظرها وطالبها ، فكلاهما محبوبان . فعلى هذا ، لو لم يكن لأحد من أبناء الانسان هم واهتمام إلا بالدنيا وزينتها ، لزم الاجتناب والاعتزال عنه وترك المعاشرة معه ، حذرا من الوقوع فيما ابتلى هو به من الغفلة عن الآخرة والذهول عن الفطرة وما عليه أصل الخلقة ، وعكس ذلك ، المجالسة والمعاشرة مع أبناء الآخرة ، فإنها مطلوبة وتواددهم وتحاببهم محبوب ، لأن في معاشرتهم وتزاورهم ومصاحبتهم ، بل وفى مجرد رؤيتهم ، ذكر الله سبحانه والاقبال على الآخرة والتوجه إلى المقصود من الخلقة . ورأس جماعة أهل الآخرة هم الأنبياء والأولياء عليهم السلام ، ثم الأمثل فالأمثل . وأما كيفية معرفة أهل الدنيا والآخرة وتمييز أحدهما عن الآخر ، فيعلم بالفقرات الآتية من الحديث في الفصل الخامس عشر وفى هذا الفصل ، أعني كلامه عز وجل في جواب سؤال النبي صلى الله عليه وآله : " يا رب ! من أهل الدنيا ؟ ومن أهل الآخرة ؟ " قال عز وجل : " أهل الدنيا ، من كثر أكله وضحكه ونومه وغضبه . "