نام کتاب : سر الإسراء في شرح حديث المعراج نویسنده : الشيخ علي سعادت پرور جلد : 1 صفحه : 201
المعنوية العالية للعبد . وأما إذا تعدى الانسان عن حد الاعتدال المطلوب ، إلى الافراط والفضول من الكلام والطعام ، فكان ذلك لا محالة موجبا للبعد عن ذكر الله تعالى والغرض الأصلي من خلقته ، وفي ذلك فساد نفسه ، بل ربما يؤدي إلى إفساد غيره ، لأن الاسراف وفضول الطعام والكلام يوجب طغيان الغرائز والأميال وإثارة الشهوات والآمال ، وعند ذلك تعمل الجوارح والجوانح على خلاف ما خلق الله الانسان له . فيميل العبد عن سلوك طريق الفطرة والوصول إلى غرض الخلقة والفوز بالنعم المعنوية في الدنيا والآخرة . وهذا هو السر في حصول النتائج العظيمة والفوائد الجليلة لمن يراعي مقتضي الفطرة في أمر الاكل واللسان ، وقد ذكرت العمدة من هذه الفوائد المعنوية في قوله عز وجل قبل هذه الجملة : ( يا أحمد ! إن في الجنة قصرا من لؤلؤة . ) إلى قوله : ( تلذذ أولئك بذكري وكلامي وحديثي . ) ، كما مر جميع الكلمات الواردة في الصمت والجوع في هذا الحديث ( المعراج ) ذيل كلامه عز وجل : ( يطوي لسانه ، فلا يفتحه إلا بما يعنيه . ) [1] ، وتقدم ويأتي أيضا في ذيل كل من هذه الجملات بيانات من الكتاب العزيز وأهل العصمة والطهارة . سلام الله عليهم أجمعين