نام کتاب : سر الإسراء في شرح حديث المعراج نویسنده : الشيخ علي سعادت پرور جلد : 1 صفحه : 193
6 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : ( واعلموا أن من يتق الله ، يجعل له مخرجا من الفتن ، ونورا من الظلم ، ويخلده فيما اشتهت نفسه ، وينزله منزل الكرامة عنده في دار اصطنعها لنفسه ، ظلها عرشه ، ونورها بهجته ، وزوارها ملائكته ، ورفقاؤها رسله ، ثم قال عليه السلام : ( فبادروا بأعمالكم ، تكونوا مع جيران الله . ) [1] الخبر أقول : إن لله تعالى في باطن نعم الجنة الظاهرية نعما باطنية من التجليات الذاتية والاسمائية والصفاتية . فقد يعبر عن تلك النعم الباطنية باللقاء ، وقد يعبر عنها بالتكلم ، وتارة بالنظر ، وأخرى بالرزق المعلوم ، أو الجنتين ، أو النعيم ، أو الملك الكبير ، أو الشراب الطهور ، أو بالزورة والزيارة كل جمعة ، أو بالتجلي ، أو بالفردوس الذي أعلى درجات الجنة ويتشعب منها أنهار الجنة الأربعة ، وغيرها من العبارات ، ولكن هذه التعابير على اختلافها ، كلها تشير إلى حقيقة واحدة ، وهي التجليات الذاتية والاسمائية والصفاتية من الله تعالى لخاصة أوليائه . فإن الله سبحانه مع الأشياء كلها ومحيط بها وليس هو تعالى من دونها ومن ورائها بل يتجلى بها ويظهر فيها ، نص على ذلك الكتاب والسنة . قال الله تعالى : ( وجوه يومئذ ناضرة ، إلى ربها ناظرة ) [2] وقال سيد الموحدين عليه السلام : ( لم تره العيون بمشاهدة العيان ، ولكن رأته القلوب بحقائق الايمان . ) [3] فما يحصل لبعض العباد ، هي مشاهدة تلك التجليات الذاتية والاسمائية والصفاتية بعين القلب والبصيرة في هذا العالم أو العالم الآخر ، بحيث يرونه تعالى متجليا مع كل شئ ونعمة . فهذه الفقرة من الحديث وما أوردنا ذيلها من الآيات والروايات مشيرة إلى هذه
[1] بحار الأنوار ، ج 8 ، ص 163 ، الرواية 105 . [2] القيامة : 22 و 23 . [3] بحار الأنوار ، ج 4 ، ص 32 ، الرواية 8 .
193
نام کتاب : سر الإسراء في شرح حديث المعراج نویسنده : الشيخ علي سعادت پرور جلد : 1 صفحه : 193