responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي    جلد : 1  صفحه : 505


أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " [1] وهي من جملة الدين ، والمكارم :
جمع مكرمة بضم الراء ، والأخلاق جمع خلق بضمتين وهي السجية .
" المتمم " : مبنيا للمفعول : المكمل خلقا وخلقا .
" المتهجد " : قال تعالى : ( ومن الليل فتهجد به ) وسيأتي الكلام عليه في أبواب عبادته .
" المتوسط " : " خا " المتردد في الشفاعة بين الله تعالى وبين الأمة .
" المتوكل " : قال تعالى ( وتوكل على الحي الذي لا يموت ) ، وهو من أسمائه في التوراة كما في صحيح البخاري عن عبد الله بن عمرو - رضي الله تعالى عنهما - . قال الإمام الشافعي - رضي الله تعالى عنه : نزه الله تعالى بيه ورفع قدره بهذه الآية لأن الناس في التوكل على أحوال : متوكل على نفسه أو على أهله أو على جاهه أو على سلطانه أو على صناعته أو على غلته أو على الناس . وكل منهم متوكل مستند إلى حي يموت وإلى ذاهب ينقطع ، فنزه الله تعالى نبيه عن ذلك كله وأمره بالتوكل عليه ، وقال النخشبي - وهو بنون مفتوحة فخاء ساكنة فشين مفتوحة معجمتين فباء موحدة فياء نسب : التوكل : طرح البدن في العبودية ، وتعلق القلب بالربوبية ، والطمأنينة بالله ، فإن أعطاه شكر ، وإن منعه صبر . وقيل : الثقة بالله تعالى والإيقان بقضائه لكن يجوز السعي فيما لا بد منه تأسيا بالسنة .
وقال الأستاذ أبو القاسم القشيري : التوكل محله القلب ، والحركة بالظاهر لا تنافيه بعد أن تحقق أن الكل من الله تعالى ، فإن تعسر شئ فبتدبيره وإن تيسر شئ فبتيسيره .
وحكي أن إبراهيم بن أدهم سأل شقيقا البلخي عن مبدأ أمره فقال : رأيت في بعض الخلوات طائرا مكسور الجناحين فأتاه طائر صحيح الجناحين بجراده في منقاره فأطعمه إياها ، فتركت التكسب واشتغلت بالعبادة ، فقال إبراهيم : ولم لا تكون أنت الطائر الصحيح الذي أطعم الطائر العليل حتى تكون أفضل منه ؟ ! قال صلى الله عليه وسلم : " اليد العليا خير من اليد السفلى [2] .
" المتين " : " حا " " عا " القوي الشديد ومنه حبل متين . وهو من أسمائه تعالى ومعناه القوي السلطان البالغ أقصى مراتب القدرة والإمكان .



[1] أخرجه مالك في الموطأ ( 904 ) ، والبيهقي في السنن 10 / 192 بلفظ " صالح الأخلاق " والحاكم في المستدرك 2 / 613 وذكره المتقي الهندي في الكنز ( 31969 ) .
[2] أخرجه البخاري 3 / 294 كتاب الزكاة ( 1429 ) ، ومسلم 2 / 717 كتاب الزكاة ( 94 / 1033 ) .

505

نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي    جلد : 1  صفحه : 505
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست