نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 486
" العارف " : الصبور . قال في الصحاح : يقال أصيب فلان فوجد عارفا أي صابرا . أو العالم ، قال الأستاذ أبو القاسم القشيري ، قدس الله تعالى سره : المعرفة على لسان العلماء هي العلم ، فكل عارف بالله تعالى عالم ، وعكسه ، وعند هؤلاء يعني الصوفية المعرفة صفة من عرف الحق سبحانه في معاملاته ثم تنقى من أخلاقه الردية وانقطع عن هواجس نفسه الأبية حتى صار من الخلق أجنبيا ، ومن آفات نفسه بريا ، فحينئذ يسمى عارفا وحالته معرفة . ومن أماراتها حصول الهيبة ، فمن زادت معرفته ازداد من الله تعالى هيبة فالهيبة من شرط المعرفة . قال الله تعالى : ( ويحذركم الله نفسه ) كما أن الخوف من شرط الإيمان قال الله تعالى : ( وخافون إن كنتم مؤمنين ) والخشية من شرط العلم . قال الله تعالى : ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) والمعرفة توجب السكينة والعلم يوجب السكون . قال الشبلي رحمه الله تعالى : ليس لعارف علاقة ، ولا لمحب شكوى ، ولا لراج قرار ، ولا من الله تعالى فرار . وقال ذو النون المصري رحمه الله تعالى : ركضت أرواح الأنبياء في ميدان المعرفة فسبقت روح محمد صلى الله عليه وسلم إلى روضة الوصال . فإن قيل : أيهما أفضل : العارف بالله تعالى أم العالم بأحكام الله تعالى ؟ فالجواب قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام قدس الله تعالى سره : العارف أفضل ، لأن العلم يشرف بشرف معلومه ، والمعرفة : العلم بصفات الله تعالى ، والعلم بها أفضل من كل معلوم سواها لتعلقه بأشرف المعلومات . وأما قوله تعالى : ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) فالمراد العلماء العارفون به وبصفاته . كما روي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ، لا يجوز الحمل على من سواهم لأن الغالب عليهم عدم الخشية وخبر الله تعالى صدق فلا يحمل إلا على من عرفه وخشيه . وقول بعضهم : العمل المتعدي خير من العمل القاصر يرده أن الإيمان أفضل الأعمال وهو قاصر ، وقد قدم عليه الصلاة والسلام التسبيح عقيب الصلوات وفضله على التصدق بفضول الأموال مع تعدي نفعه إلى الفقراء . " العاضد " : " عا " المعين ، اسم فاعل من عضده إذا أعانه ، وأصله الأخذ بالعضد وهو ما بين المرفق إلى الكتف ، ثم أستعير للمعين ، يقال : عضدته أي أخذت بعضده وقويته . " العافي " : " عا " المتجاوز عن السيئات الماحي للزلات والخطيئات . " العالم " .
486
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 486