نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 455
" خطيب الأمم " : " خطيب الوافدين على الله تعالى " : ذكرهما " ط " والأمم جمع أمة والوافدين جمع وافد . " الخليل " . " خليل الرحمن " : ذكرهما " خا " ويأتي الكلام على معنى الخلة قريبا . " خليل الله : روى أحمد وغيره عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا وإن صاحبكم خليل الله ) [1] والخليل : فعيل بمعنى فاعل ، وهو من الخلة وهي الصداقة والمحبة التي تخللت القلب فصارت خلاله . قال بعضهم : قد تخللت مسلك الروح مني * ولذا سمي الخليل خليلا فإذا ما نطقت كنت حديثي * وإذا ما سكت كنت العليلا وهذا صحيح بالنسبة إلى ما في قلب النبي صلى الله عليه وسلم من حب الله تعالى . وأما إطلاقه في حق البارئ تعالى فعلى سبيل المقابلة . وقيل : الخلة أصلها الاصطفاء وسمي بذلك لأنه يوالي ويعادي في الله تعالى . وخلة الله تعالى له نصره وجعله خير خلقه وقيل هو مشتق من الخلة بفتح المعجمة وهي الحاجة وسمي بذلك لانقطاعه إلى ربه وقصر حاجته عليه . قال الإمام الواحدي : والقول الأول هو المختار ، لأن الله تعالى خليل محمد ومحمد خليل الله ، ولا يجوز أن يقال : الله تعالى خليل محمد من الخلة التي هي الحاجة . تنبيه : الخلة : أعلى وأفضل من المحبة . قال ابن القيم : وأما ما يظنه بعض الغالطين من أن المحبة أكمل من الخلة ، وأن إبراهيم خليل الله ، ومحمد حبيب الله ، فمن جهله بأن المحبة عامة والخلة خاصة ، وهي نهاية المحبة . قال : وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى اتخذه خليلا ، ونفى أن يكون له خليل غير ربه ، مع إخباره بحبه لعائشة ولأبيها ولعمر بن الخطاب وغيرهم . وأيضا : فإن الله تعالى يحب التوابين ويحب المتطهرين ويحب الصابرين ، وخلته خاصة بالخليلين . وبسط الكلام على ذلك . ثم قال : وإنما هي من قلة العلم والفهم عن الله تعالى ورسوله .
[1] أخرجه أحمد في المسند 1 / 462 ، وابن سعد في الطبقات 2 / 2 / 25 .
455
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 455