نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 453
وقيل : لما انقبضت النبوة وتمت كان كالخاتم الذي يختم به الكتاب عند الفراغ . وأما الخاتم بالكسر فمعناه آخر الأنبياء فهو اسم فاعل من قولك ختمت الشئ أي أتممته وبلغت آخره . خاتم النبيين : قال تعالى : ( ما كان أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ) وتقدم في حديث نافع بن جبير في الباب الثاني . وروى الشيخان عن أبي هريرة الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأكمله إلا موضع لبنة من زواية ، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة ؟ فأنا تلك اللبنة وأنا خاتم النبيين " [1] . وسيأتي الكلام على هذا الحديث في باب : مثله ومثل الأنبياء من قبله في أبواب بعثته وفي الخصائص . وذكر العلماء في حكمه كونه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين أوجها : منها : أن يكون الختم بالرحمة . ومنها : أن الله تعالى أراد أن لا يطول مكث أمته تحت الأرض إكراما له . ومنها : أنا اطلعنا على أحوال الأمم الماضية ، فجعلت أمته آخر الأمم لئلا يطلع أحد على أحوالهم تكريما له . ومنها : أنه لو كان بعده نبي لكان ناسخا لشريعته . ومن شرفه أن تكون شريعته ناسخة لكل الشرائع غير منسوخة . ولهذا إذا نزل عيسى صلى الله عليه وسلم فإنما يحكم بشريعة نبينا صلى الله عليه وسلم لا بشريعته ، لأنها قد نسخت كما سيأتي بيان ذلك في الخصائص . ومن هنا يعلم أن معنى كونه لا نبي بعده أي لا نبي يبعث أو ينبأ أو يخلق وإن كان عيسى موجودا بعده . " الخازن لمال الله " : أخذه " د " من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والله ما آتيكم من شئ ولا أمنعكم منه إن أنا إلا خازن أضع حيث أمرت " . رواه الإمام أحمد وغيره .