نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 446
وسئل الشيخ رحمه الله تعالى عن لواء الحمد هل هو لواء حقيقي أو معنوي ؟ فأجاب بأنه معنوي وهو الحمد ، لأن حقيقة اللواء الراية ولا يمسكها إلا صاحب الجيش ، فالمراد من الحديث أنه سيد الناس وإمامهم يوم القيامة . وأنه يشهر بالحمد إذ ذاك . وقد ذكر ابن الأثير رحمه الله نظير هذا في الحديث : " لكل غادر لواء " أي علامة يشهر بها في الناس لأن موضوع اللواء شهرة مكان الرئيس . ولهذا مزيد بيان في أبواب حشره صلى الله عليه وسلم . " الحامي " : بالمهملة : المانع لأمته من العدى والحافظ لها من الردى . أو حامي البيت والحرم ومبعده من أيدي ذي الجرم . أو سمي بذلك لأنه صلى الله عليه وسلم كان له أن يحمي لنفسه وإن لم يقع ذلك منه . " الحائد لأمته من النار " : اسم فاعل من حاد يحيد ، أي يميل أمته عن النار . " حبيب الله " : هو فعيل من المحبة بمعنى مفعول أو بمعنى فاعل . ورد ذكره في عدة أحاديث . قال القاضي : وأصلها الميل إلى ما يوافق المحب ، ولكن هو في الحق من يصح منه الميل والانتفاع بالرفق وهي درجة المخلوق ، فأما الخالق تعالى فمنزه عن الأعراض فمحبته لعبده تمكنه من سعادته وعصمته وتوفيقه وتهيئة أسباب القرب له ، وإضافة رحمته عليه ، وقصواها كشف الحجب عن قلبه حتى يراه بقلبه وينظر إليه ببصيرته ولسانه فيكون كما في الحديث . " فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ولسانه الذي ينطق به " [1] . وقال في الاصطفاء : وقد يقال كما في شرح المواقف إن محبتنا له تعالى كيفية روحانية مترتبة على تصور الكمال المطلق له تعالى على الاستمرار ومقتضية للتوجه التام إلى حضرة قدسه بلا فتور وقرار ، ومحبتنا لغيره كيفية تترتب على تخيل كمال فيه من لذة أو شفقة أو مشاكلة كمحبة العاشق لمعشوقه والمنعم عليه للمنعم ، والوالد للولد ، ثم هي عندنا كالرضي والإرادة مع ترك الاعتراض كما مر ، وقيل الإرادة فقط فيترتب على ذلك كما في " الإرشاد " أنه تعالى لا يتعلق به محبة على الحقيقة لأنها إرادة ، والإرادة لا تتعلق إلا بمتجدد ، وهو سبحانه لا أول له لأن المريد إنما يريد ما ليس بكائن أو إعدام ما يجوز عدمه وما ثبت قدمه واستحال عدمه لا تتعلق به إرادة . والفرق بينه وبين الخليل أن الخليل من امتحنه ثم أحبه والحبيب الذي أحبه بلا محنة . انتهى . واختلف في مقام المحبة والخلة أيهما أرفع ؟ فقيل : هما سواء فلا يكون الخليل إلا