نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 409
ومنها : جرت سفينة نوح باسمه صلى الله عليه وسلم . قال : وقال قوم : إن معنى الميم محق الكفر بالإسلام . أو محى سيئات من اتبعه . وقيل الميم : من الله على المؤمنين . بمحمد صلى الله عليه وسلم . دل عليه قوله تعالى : ( لقد من الله على المؤمنين ) . وقيل : الميم : ملك أمته به صلى الله عليه وسلم . وقيل : المقام المحمود . وأما الحاء فقيل : حكمه بين الخلق بحكم الله تعالى . وقيل إحياء الله تعالى أمته به . وأما الميم الثانية فمغفرة الله تعالى لأمته . واما الدال : فهو الداعي إلى الله تعالى ، قال الله تعالى : ( وداعيا إلى الله بإذنه ) . وأما وقوع الأحرف على هذا الشكل الخاص فقيل : لأن الله تعالى خلق الخلق على صورة محمد صلى الله عليه وسلم فالميم بصورة رأس الإنسان والحاء بمنزلة اليدين ، وباطن الحاء كالبطن وظاهرها كالظهر ومجمع الأليتين والمخرج كالميم ، وطرف الدال كالرجلين . وفي ذلك أنشدوا رحمهم الله تعالى : له اسم صور الرحمن ربي * خلائقه عليه كما تراه له رجل وفوق الرجل ظهر * وتحت الرأس قد خلقت يداه وفيه تكلف . قال القاضي رحمه الله تعالى : وفي تسميته صلى الله عليه وسلم محمد وأحمد من بدائع الآيات وعجائب الخصائص : أن الله تعالى حمى أن يسمى بمحمد وأحمد غيره صلى الله عليه وسلم قبل زمانه . أما أحمد الذي في الكتب وبشرت به الأنبياء فمنع الله بحكمته أن يسمى به أحد غيره ولا يدعى به مدعو قبله ، حتى لا يدخل لبس على ضعيف القلب أو شك . وكذلك محمد أيضا لم يسم به أحد من العرب ولا من غيرهم ، إلى أن شاع قبيل وجوده صلى الله عليه وسلم أن نبيا يبعث اسمه محمد . كما روى الطبراني والبيهقي عن محمد بن عدي بن ربيعة أنه سأل أباه : لم سماه محمدا في الجاهلية ؟ فقال : خرجت مع جماعة من بني تميم فنزلنا على غدير ماء ، فأشرف علينا الديراني فقال لنا : إنه يبعث منكم وشيكا نبي فسارعوا إليه . فقلنا له : ما اسمه ؟ قال : محمد . فلما انصرفنا ولد لكل منا ولد فسماه محمدا لذلك . الغدير : النهر : والجمع غدران . وشيكا : سريعا وقريبا . والذين سموا بهذا الاسم في الجاهلية دون العشرين . وحمى الله تعالى هؤلاء أن يدعى أحد منهم النبوة أو يدعيها أحد له أو يظهر عليه شئ من سماتها ، حتى تحققت لنبينا صلى الله عليه وسلم . محمد بن أحيحة ، بضم الهمزة وفتح الحاءين المهملتين بينهما تحتية ساكنة ، ابن الجلاح بضم الجيم وتخفيف اللام وآخره مهملة ، ابن الحريش بفتح الحاء المهملة وكسر الراء ثم مثناة تحتية ، ثم شين معجمة . وقال ابن هشام رحمه الله تعالى : إنها مهملة .
409
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 409