responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي    جلد : 1  صفحه : 390


لتعالجه ، فوالله إن أصابه ما أصاب إلا حسدا من آل فلان لما يرون من عظيم بركته يا حليمة أخذناه ولنا أعنز عجاف فهن اليوم ثلاثمائة .
قالت : فعزمت على ذلك . فسمعت مناديا ينادي : هنيئا لك يا بطحاء مكة اليوم يرد إليك النور والدين والبهاء والكمال فقد أمنت أن تخذلي أو تخزي أبد الآبدين .
قال ابن إسحاق رحمه الله تعالى : وزعم الناس فيما يتحدثون - والله تعالى أعلم - أن أمه السعدية لما قدمت به مكة أضلها في الناس وهي مقبلة نحو أهله ، فألتمسته فلم تجده فأتت عبد المطلب فقالت : إني قدمت بمحمد هذه الليلة فلما كنت بأعلى مكة أضلني ، فوالله ما أدري أين هو . فقام عبد المطلب عند الكعبة يدعو الله تعالى أن يرده صلى الله عليه وسلم عليه . زاد البيهقي رحمه الله تعالى : فقال عبد المطلب :
يا رب إن محمدا لم يوجد * فجمع قومي كلهم مبدد زاد ابن سعد وابن الجوزي فقال عبد المطلب :
لا هم رد راكبي محمدا * اردده لي ثم اتخذ عندي يدا أنت الذي جعلته لي عضدا * لا يبعد الدهر به فيبعدا أنت الذي سميته محمدا فسمع هاتفا من السماء : أيها الناس لا تضجوا إن لمحمد صلى الله عليه وسلم ربا لن يخذله ولن يضيعه . فقال عبد المطلب : من لنا به ؟ فقال : إنه بوادي تهامة عند الشجرة اليمنى . فركب عبد المطلب نحوه وتبعه ورقة بن نوفل وسار فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قائم تحت شجرة يجذب غصنا من أغصانها فقال له جده : من أنت يا غلام ؟ قال : أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب .
قال : وأنا جدك فدتك نفسي . واحتمله وعانقه وهو يبكي ثم رجع إلى مكة وهو قدامه على قربوس فرسه فاطمأنت قريش ، ونحر عبد المطلب عشرين جزورا وذبح الشياه والبقر وأطعم أهل مكة من ذلك . انتهى .
قالت حليمة : فقالت أمه : ما ردكما به يا ظئر فقد كنتما عليه حريصين ؟ قلنا : نخشى الإتلاف والأحداث فقالت : ما ذاك بكما أصدقائي شأنكما . فلم تدعنا حتى أخبرناها خبره .
فقالت : أخشيتما عليه الشيطان ؟ كلا والله ما للشيطان عليه سبيل ، والله إنه لكائن لابني هذا شأن ، ألا أخبركما خبره ؟ قلنا : بلى . قالت : حملت به فما حملت حملا قط أخف منه ، فأريت في النوم حين حملت به خرج مني نور أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام ، ثم وقع حين ولدته وقعا ما يقعه المولود ، معتمدا على يديه رافعا رأسه إلى السماء .
قالت حليمة : وحدثت عبد المطلب حديثه كله فقال : يا حليمة إن لابني هذا شأنا

390

نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي    جلد : 1  صفحه : 390
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست