responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي    جلد : 1  صفحه : 367


من بين إصبعي هاتين ماء بقدر هذا - وأشار لرأسي إصبعيه - وإن ذلك بإعتاقي لثويبة عندما بشرتني بولادة محمد صلى الله عليه وسلم وبإرضاعها له . فإذا كان أبو لهب الكافر الذي نزل القرآن بذمه جوزي في النار لفرحه ليلة مولد محمد صلى الله عليه وسلم فما حال المسلم الموحد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ببشره بمولده وبذل ما تصل إليه قدرته في محبته ؟ لعمري إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله بفضله جنة النعيم .
وذكر نحوه الحافظ شمس الدين محمد بن ناصر الدين الدمشقي - رحمه الله تعالى - ثم أنشد :
إذا كان هذا كافر جاء ذمه * وتبت يداه في الجحيم مخلدا أتى أنه في يوم الاثنين دائما * يخفف عنه بالسرور بأحمدا فما الظن بالعبد الذي كان عمره * بأحمد مسرورا ومات موحدا وقال شيخنا - رحمه الله تعالى - في فتاويه : عندي أن أصل المولد الذي هو اجتماع الناس وقراءة ما تيسر من القرآن ورواية الأخبار الواردة في مبدأ أمر النبي صلى الله عليه وسلم وما وقع في مولده من الآيات ثم يمد لهم سماط يأكلونه وينصرفون من غير زيادء على ذلك من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها ، لما فيه من تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف .
قال : وقد ظهر لي تخريجه على أصل صحيح غير الذي ذكره الحافظ ، وهو ما رواه البيهقي عن أنس - رضي الله تعالى عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن نفسه بعد النبوة مع أنه ورد أن جده عبد المطلب عق عنه في سابع ولادته ، والعقيقة لا تعاد مرة ثانية ، فيحمل ذلك على أن هذا فعله صلى الله عليه وسلم إظهارا للشكر على إيجاد الله تعالى إياه رحمة للعالمين وتشريعا لأمته صلى الله عليه وسلم ، كما كان يصلي على نفسه لذلك ، فيستحب لنا أيضا إظهار الشكر بمولده صلى الله عليه وسلم بالاجتماع وإطعام الطعام ونحو ذلك من وجوه القربات والمسرات .
وقال في سنن ابن ماجة : الصواب أنه من البدع الحسنة المندوبة إذا خلا عن المنكرات شرعا . انتهى .
ويرحم الله تعالى القائل :
لمولد خير العالمين جلال * لقد غشي الأكوان منه جمال فيا مخلصا في حق أحمد هذه * ليال بدا فيهن منه هلال فحق علينا أن نعظم قدره * فتحسن أحوال لنا وفعال فنطعم محتاجا ونكسوا عاريا * ونرفد من أضحى لديه عيال

367

نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي    جلد : 1  صفحه : 367
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست