نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 315
وقيل إنه عربي واشتقاقه من ناح ينوح نوحا ونياحة لأنه أقبل على نفسه باللوم والنوح . واختلف في سبب ذلك فقيل : سببه أنه كان ينوح على قومه ويتأسف لكونهم غرقوا بلا توبة ورجوع إلى الله تعالى . وقيل في اسمه غير ذلك مما لا أصل له . قال جماعة : واسمه عبد الغفار . وهو آدم الثاني لأنه لا عقب لآدم إلا من نوح صلى الله عليه وسلم . وأثنى الله تعالى عليه في عدة آيات . قال ابن قتيبة : وكان نوح نجارا . وروى الطبراني بسند رجاله ثقات عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " بين نوح وآدم عشرة قرون " [1] . قال الشعبي [2] رحمه الله تعالى في العرائس : أرسل الله تعالى نوحا إلى ولد قابيل ومن تابعهم من ولد شيث . قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : وكان بطنان من ولد آدم أحدهما يسكن السهل والآخر يسكن الجبل ، وكان رجال الجبل صباحا وفي النساء دمامة ، وكان نساء السهل صباحا وفي الرجال دمامة ، فكثرت الفاحشة من أولاد قابيل وكانوا قد أكثروا الفساد ، فأرسل الله تعالى نوحا عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام وهو ابن خمسين سنة ، فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم إلى الله تعالى ويحذرهم ويخوفهم فلم ينزجروا ، فكان كما حكاه الله تعالى عنه : ( قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا فلم يزدهم دعائي إلا فرارا ) . ولما طال دعاؤه لهم وإيذاؤهم له وتماديهم في غيهم سأل الله تعالى فأوحى الله تعالى إليه ( أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن ) فلما أخبره الله تعالى بأنه لم يبق في الأصلاب ولا في الأرحام مؤمن دعا عليهم فقال : ( رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ) إلى آخرها . فأمره الله تعالى باتخاذ السفينة قال : يا رب وأين الخشب قال : اغرس الشجر . فغرس الساج وأتى على ذلك أربعون سنة فكف عن الدعاء عليهم ، وأعقم الله تعالى أرحام نسائهم فلم يولد لهم ولد ، فلما أدرك الشجر أمره الله تعالى بقطعة وتجفيفه وصنعه الفلك وعلمه كيف يصنعه ، وجعل بابه في جنبه وكان طول السفينة ثمانين ذراعا وعرضها خمسين وسمكها إلى السماء ثلاثين والذراع إلى المنكب .
[1] ذكره الهيثمي في المجمع 6 / 321 عن ابن عباس موقوفا بلفظ " كان بين آدم ونوح عشرة قرون . . . " الخ وعزاه للبزار وقال : فيه عبد الصمد بن النعمان وثقه ابن معين . [2] عامر بن سراحيل الشعبي : بفتح المعجمة ، أبو عمرو ، ثقة مشهور ، فقيه فاضل ، من الثالثة ، قال مكحول : ما رأيت أفقه منه ، مات بعد المائة ، وله نحو من ثمانين . التقريب 1 / 387 .
315
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 315