نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 307
واختلف في مولده فقيل ببرزة من غوطة دمشق . قال الحافظ أبو القاسم بن عساكر رحمه الله تعالى : والصحيح أنه ولد بكوثا من إقليم بابل من أرض العراق . واسم أمه نوبا ويقال ليوثا وقيل غير ذلك . ولد على رأس ألفي سنة من خلق آدم وكان بين إبراهيم ونوح عشرة قرون . رواه الحاكم في المستدرك عن الواقدي . وكان يتكلم بالسريانية أولا وإنما نطق بالعبرانية حين عبر النهر فارا من نمروذ . وهو بضم النون وآخره ذال معجمة ، لا ينصرف للعجمة والعلمية . ولا تدخله الألف واللام . وروى الطبراني بسند رجال ثقات عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " بين إبراهيم ونوح عشرة قرون " . وكان نمروذ قال للذين أرسلهم في طلبه : إذا وجدتم فتى يتكلم بالسريانية فردوه . فلما أدركوه استنطقوه فحول الله لسانه عبرانيا وذلك من حين عبر النهر فسميت العبرانية بذلك . وأما السريانية فذكر ابن سلام أنها سميت بذلك لأن الله تعالى حين علم آدم الأسماء علمه سرا من الملائكة وأنطقه بها حينئذ . وله عدة أولاد غير إسماعيل صلى الله عليه وسلم . قال في المطلع : وكان لإبراهيم صلى الله عليه وسلم في طريق الحق عشر مقامات نال بها غاية الكرامات . الأول : مقام الطلب : ( هذا ربي ) . والثاني : مقام الدعوة ( وأذن في الناس بالحج ) . الثالث : مقام الفضيلة ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ) . الرابع : مقام الفقر والفاقة ( رب اجعلني مقيم الصلاة ) . الخامس : مقام النعمة ( والذي هو يطعمني ويسقين ) . السادس : مقام المغفرة ( والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ) . السابع : مقام المحبة ( أرني كيف تحيي الموتى ) . الثامن : مقام المعرفة ( واجعل لي لسان صدق في الآخرين ) . التاسع : مقام الهيبة ( إن إبراهيم لأواه حليم ) . العاشر : مقام الوراثة ، وفي هذا المقام حصل له الاستغناء عن الواسطة فقال : " حسبي من سؤالي علمه بحالي " . قال المؤرخون : هاجر إبراهيم من العراق إلى الشام وبلغ عمره مائة وخمسا وسبعين سنة وقيل مائتي سنة . ودفن في الأرض المقدسة وقبره مقطوع بأنه في تلك المربعة . ولا يقطع بقبر
307
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 307