نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 279
وكان يجمع قومه في هذا اليوم ويخطبهم . قال أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف [1] رحمه الله تعالى : فيقول أما بعد فاسمعوا وعوا ، وافهموا وتعلموا ، ليل ساج ، ونهار ضاح والأرض مهاد ، والسماء بناء ، والجبال أوتاد ، والنجوم أعلام ، لم تخلق عبثا فتضربوا عنا صفحا ، الآخرون كالأولين ، والذكر كالأنثى ، والزوج والفرد إلى بلى . فصلوا أرحامكم ، وأوفوا بعهودكم ، واحفظوا أصهاركم ، وثمروا أموالكم ، فإنها قوام مروءتكم فهل رأيتم من هالك رجع ، أو ميت نشر ، الدار أمامكم واليقين غير ما تظنون ، حرمكم زينوه وعظموه ، وتمسكوا به ، فسيأتي له نبأ عظيم ، وسيخرج منه نبي كريم ، بذلك جاء موسى وعيسى صلى الله عليه وسلم ، ثم يقول : نهار وليل كل أوب بحاث [2] * سواء علينا ليلها ونهارها على غفلة يأتي النبي محمد * يخبر أخبارا صدوقا خبيرها والله لو كنت ذا سمع وذا بصر ، ويد ورجل ، لتنصبت فيها تنصب الجمل ، ولأرقلت فيها إرقال الفحل . ثم يقول : يا ليتني شاهد فحواء دعوته * حين العشيرة تبغي الحق خذلانا وكان بين موته ومبعث النبي صلى الله عليه وسلم خمسمائة سنة وستون سنة . رواه أبو نعيم وغيره . وهو أول من قال : " أما بعد " في أحد الأقوال . وله من الذكور ثلاثة : مرة ، وهصيص المكنى به ، وعدي . ابن لؤي لؤي : بضم اللام ويهمز ويسهل : واختلف في المنقول منه على أقوال : أحدها : أنه تصغير لأي واختلف في اللأي ما هو ؟ فقال : ابن الأنباري في جماعة منهم أبو ذر الخشني : اللأي الثور الوحشي . وقال أبو حنيفة : اللأي : البقرة قال : وسمعت أعرابيا يقول : بكم لأيك هذه ؟ وقال السهيلي : اللأي : البطء بضم الباء مهموزا ضد الأناة وترك العجلة . الثاني : أنه منقول من لواء الجيش . الثالث : أنه منقول من لؤي الرمل المقصور : قالهما ابن دريد .
[1] أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري ، المدني ، قيل اسمه عبد الله ، وقيل إسماعيل ، ثقة مكثر ، من الثالثة ، مات سنة أربع وتسعين ، وكان مولده سنة بضع وعشرين . التقريب 2 / 430 . [2] لعل معنى البيت كل رجوع لليل ونهار متفرقين سواء علينا . وعلى أن معنى " بحاث " متفرقين . يقال : تركهم حاث باث ، متفرقين مبددين ، انظر الوسيط 1 / 204 .
279
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 279