نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 276
ويروي أن قصيا قال للأكابر من ولده : من عظم لئيما شركه في لؤمه ، ومن استحسن مستقبحا شركه فيه ، ومن لم يصلحه كرامتكم فداووه بهوانه ، فذاك دواء يحسم الداء والعي عيان : عي إفحام ، وعي المنطق بغير سداد ، والحسود : العدو الخفي ، ومن سأل فوق قدره استحق الحرمان . وقصي أحدث وقود النار بالمزدلفة ليراها من دفع من عرفة . وقسم قصي مكارمه بين ولده ، فأعطى عبد مناف السقاية والندوة ، فكانت فيه النبوة والثروة . وأعطى عبد الدار الحجابة واللواء . وأعطى عبد العزى الرفادة والضيافة أيام منى ، فكانوا لا يجيزون إلا بأمره . وأعطى عبد قصي جلهمتي الوادي . فسادت بنو قصي الثلاثة . ومات قصي بمكة فأقام بنوه أمر مكة بعده في قومهم [1] ودفن بالحجون . فتدافن الناس بعده بالحجون . ابن كلاب كلاب : بكسر الكاف وتخفيف اللام منقول . وفي وجه نقله عن الجمع وجهان : أحدهما : ما ذكره السهيلي : إما من المصدر الذي في معنى المكالبة نحو كالبت العدو مكالبة وكلابا ، وإما من الكلاب جمع كلب لأنهم يريدون الكثرة كما سموا بسباع وأنمار . والثاني : ما نقله في " المورد " و " الفتح " عن بعضهم أنه كان محبا للصيد مولعا به بالكلاب وجمع منها شيئا كثيرا ، فكان إذا مر بكلاب على قوم قيل : هذه كلاب ابن مرة . فبقي لقبا له . فائدة : قيل لأبي الدقيش الأعرابي : لم تسمون أبناءكم بأشر الأسماء نحو كلاب وذئب وعبيدكم بأحسن الأسماء نحو مرزوق ورباح . فقال : إنا لنسمي أبناءنا لأعدائنا وعبيدنا لأنفسنا يريد أن الأبناء عدة للأعداء وسهام في نحورهم فاختاروا لهم هذه الأسماء . قال ابن دحية رحمه الله تعالى : فكان الرجل إذا تشاجر مع كفوه قال : اخرج يا كلب أو يا سباع أو يا نمر أو يا علقمة إلى غير ذلك . وقيل لدفع السوء عن أبنائهم . واسمه حكيم . ويقال : الحكيم . وقيل : المهذب . وقيل عروة . نقله الجواني في المقدمة .