نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 275
إخراجكم منه وتسكنونه فتسودوا العرب أبدا . فقالوا : أنت سيدنا ورأينا تبع لرأيك . فجمعهم ثم أصبح بهم في الحرم حول الكعبة . وكان قصي أول بني كعب بن لؤي أصاب ملكا أطاع له به قومه ، فكانت إليه الحجابة والسقاية والرفادة والندوة واللواء ، وحاز شرف مكة كله جميعا . فسمى مجمعا لجمعه قومه . وفي ذلك قال الشاعر : أبوكم قصي كان يدعى مجمعا * به جمع الله القبائل من فهر وأنتم بنو زيد وزيد أبوكم * به زيدت البطحاء فخرا على فخر وبنى دار الندوة . والندوة في اللغة : الاجتماع . لأنهم كانوا يجتمعون فيها للمشورة وغير ذلك ، فلا تنكح امرأة ولا يتزوج رجل من قريش ، ولا يتشاورون في أمر إلا في داره ، ولا يعقدون لواء حرب إلا فيها يعقدها لهم قصي أو بعض بنيه . قال أبو عبيدة : ولما ولي قصي أمر مكة قال : يا معشر قريش ، إنكم جيران الله وجيران بيته ، وأهل حرمه ، وإن الحاج زوار بيت الله فهم أضياف الله وأحق الأضياف بالكرامة أضياف الله فترافدوا ، فاجعلوا لهم طعاما وشرابا أيام الحج حتى يصدروا ، ولو كان مالي يسع ذلك قمت به ، ففرض عليهم خرجا تخرجه قريش من أموالها فتدفعه إليه فيصنع به طعاما وشرابا ولبنا وغير ذلك للحاج بمكة وعرفة فجرى ذلك من أمره حتى قام الإسلام . قال السهيلي رحمه الله تعالى : وكان قصي يسقي الحجيج في حياض من أدم ينقل إليها الماء من بئر ميمون وغيرها خارج مكة ، وذلك قبل أن يحفر العجول . وروى البلاذري عن معروف بن خربوذ وغيره قالوا : كانت قريش قبل قصي تشرب من بئر حفرها لؤي بن غالب خارج مكة ومن حياض ومن مصانع على رؤوس الجبال ومن بئر حفرها مرة بن كعب مما يلي عرفة . فحفر قصي بئرا سماها العجول ، وهي أول بئر حفرتها قريش بمكة وفيها يقول رجاز الحاج : نروي ( من ) العجول ثم ننطلق * إن قصيا قد وفى وقد صدق بالشبع للناس وري مغتبق وقال آخر : آب الحجيج طاعمين دسما * أشبعهم زيد قصي لحما ولبنا محضا وخبزا هشما خربوذ بفتح المعجمة وتشديد الراء وبسكونها ثم موحدة مضمومة وواو ساكنة . وآب . بالمد : رجع .
275
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 275