نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 223
فانثنى عنه وفي أدواجه * جارض أمسك منه بالكظم [1] نحن آل الله في بلدته * لم نزل فيها على عهد إبراهيم أشار عبد المطلب إلى قصه تبع ، وخلاصتها - كما ذكر ابن إسحاق رحمه الله تعالى وغيره : أن تبعا لما توجه راجعا لبلاده أتاه نفر من هذيل بن مدركة بن الياس بن مضر فقالوا له : أيها الملك ألا ندلك على بيت مال داثر أغفلته الملوك قبلك ، فيه اللؤلؤ والزبرجد والياقوت والذهب والفضة ؟ قال : بلى . قالوا : بيت بمكة . وإنما أراد الهذليون هلاكه بذلك ، لما عرفوا من هلاك من أراده بسوء وبغى عنده . فراح تبع وهو مجمع لهدم البيت فبعث الله تعالى عليهم ريحا فعقفت يديه ورجليه وشنجت جسده ، فأرسل إلى من كان معه من يهود فقال : ويحكم ما هذا الذي أصابني . فقالوا : أحدثت شيئا . فقال : ما أحدثت ؟ فقالوا : حدثت نفسك بشئ . قال : نعم . فذكر ما أجمع عليه من هدم البيت وإصابة ما فيه . قالوا : ذاك بيت الله الحرام ومن أراده هلك . قال : ويحكم وما المخرج مما دخلت فيه ؟ قالوا : تحدث نفسك أن تطوف به وتكسوه وتعظمه . فحدث نفسه بذلك فأطلقه الله تعالى ، فسار حتى دخل مكة فطافه وسعى بين الصفا والمروة وحلق رأسه ، وأقام بمكة ستة أيام ينحر فيها للناس ويطعم أهلها ويسقيهم العسل . وأري في المنام أن يكسوه فكساه الخصف ، ثم أري أن يكسوه أحسن من ذلك فكساه المعافر ، ثم أري أن يكسوه أحسن من ذلك فكساه الملاء والوصائل . وذكر القصة . تنبيهات الأول : أكثر الآثار على أن الحجارة كانت أكبر من العدسة ودون الحمصة ، وفي بعضها أنها كانت أكبر من ذلك ، فكأنها والله تعالى أعلم كان فيها الكبير والصغير ، فحدث كل راء بما رأى أو سمع . الثاني : إن قيل : قد وقع في زمن يزيد بن معاوية لما أرسل الحصين بن نمير السكوني [2] فنصب المنجنيق على أبي قبيس وغيره من جبال الكعبة ورمى الكعبة وكسر الحجر الأسود واحترقت الكعبة حتى انهدم جدارها وسقط سقفها ، إلى غير ذلك . فالجواب : إنما لم يمنعوا لأن الدعوة قد تمت والكلمة قد بلغت والحجة قد ثبتت فأخر
[1] الكظم : مخرج النفس من الحلق يقال : أخذ بكظمه جمعه أكظام وكظائم ، المعجم الوسيط 2 / 790 . [2] الحصين بن نمير بن نائل ، أبو عبد الرحمن الكندي ثم السكوني : قائد ، من القساة الأشداء ، المقدمين في العصر الأموي . من أهل حمص . وهو الذي حاصر عبد الله بن الزبير بمكة ورمى الكعبة بالمنجنيق . وكان في آخر أمره على ميمنة عبيد الله بن زياد في حربه مع إبراهيم بن الأشتر ، فقتل مع ابن زياد على مقربة من الموصل . توفي سنة 67 ه . الأعلام 2 / 262 .
223
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 223