responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي    جلد : 1  صفحه : 173


دخوله صلى الله عليه وسلم دليل على استحبابه ، وتمنيه عدم الدخول قد علله النبي صلى الله عليه وسلم بالشفقة على أمته ، وذلك لا يدفع الاستحباب .
وحديث عبد الله بن أبي أوفى رضي الله تعالى عنه : اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فطاف بالبيت وصلى خلف المقام ركعتين ومعه من يستره من الناس ، قال له رجل : أدخل النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة ؟ قال : لا . رواه الشيخان [1] . فكذلك لا دليل فيه لعدم الاستحباب .
قال النووي : قال العلماء رحمهم الله تعالى : سبب ترك دخوله صلى الله عليه وسلم ما كان في البيت من الأصنام والصور ولم يكن المشركون يتركونه يغيرها . فلما كان يوم الفتح أمر بإزالة الصور ثم دخلها كما في حديث ابن عباس في الصحيح .
وأما آداب الدخول فكثيرة ، منها : الغسل ، ومنها : نزع الحف والنعل ، ومنها : ألا يرفع بصره إلى السقف لأن ، ذلك يؤدي إلى الغفلة واللهو عن القصد .
روى الحاكم عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنها كانت تقول : عجبا للمرء المسلم إذا دخل الكعبة حين يرفع بصره قبل السقف يدع ذلك إجلالا لله تعالى وإعظاما ، دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الكعبة ما خلف بصره موضع سجوده حتى خرج منها .
ومنها : ألا يزاحم أحدا زحمة شديدة يتأذى بها أو يؤذي بها أحدا . كما ذكره النووي رحمه الله تعالى :
ومنها : إن يلزم قلبه الخشوع والخضوع ، وعينيه الدموع إن استطاع ذلك ، وإلا حاول صورتهما .
ومنها : ألا يسأل مخلوقا . قال سفيان بن وعيينة [2] رحمه الله تعالى : دخل هشام بن عبد الملك الكعبة فرأى سالم بن عبد الله بن عمر ، فقال : سلني حاجتك . فقال : استحي من الله تعالى أن أسأل في بيته غيره .
وأما ما يطلب في الكعبة من الأمور التي صنعها رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو : التسبيح والتكبير والتهليل والتحميد والثناء على الله تعالى والدعاء والاستغفار والصلاة . لأحاديث وردت في ذلك يأتي بيانها في غزوة الفتح إن شاء الله تعالى .



[1] أخرجه البخاري 3 / 546 ( 1600 ) ( 1791 ، 4188 ، 4255 ) .
[2] سفيان بن عيينة بن أبي عمر بن الهلالي مولاهم أبو محمد الأعور الكوفي ، أحد أئمة الإسلام . عن عمرو بن دينار والزهري ، وزيد بن أسلم وصفوان بن سليم ، وخلق كثير . وعنه شعبة ومسعر من شيوخه وابن المبارك من أقرانه وأحمد وإسحاق وابن معين وابن المديني وأمم . قال العجلي : هو أثبتهم في الزهري ، كان حديثه نحو سبعة آلاف . وقال ابن عيينة : سمعت من عمرو بن دينار ما لبث نوح في قومه . وقال ابن وهب : ما رأيت أعلم بكتاب الله من ابن عيينة . وقال الشافعي : لولا مالك وابن عيينة لذهب علم الحجاز . مات سنة ثمان وتسعين ومائة ، ومولده سنة سبع . الخلاصة 1 / 397 .

173

نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي    جلد : 1  صفحه : 173
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست