responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي    جلد : 1  صفحه : 166


أن ينقضوها فتحاماها الناس أن ينزل بأول الناس يصعد فيها أمر من السماء ، حتى صعد رجل فألقى منه حجارة ، فلما لم يره الناس أصابه شئ تابعوه ، فنقضوه حتى بلغوا به الأرض فجعل ابن الزبير أعمدة فستر عليها الستور حتى ارتفع بناؤه .
قال السهيلي ، رحمه الله تعالى : وطاف الناس بتلك الأستار فلم تخل من طائف حتى لقد ذكر أن يوم قتل ابن الزبير اشتدت الحرب واشتغل الناس فلم ير طائف يطوف بالكعبة إلا جمل يطوف بها . انتهى .
وقال ابن الزبير : إني سمعت عائشة تقول : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لولا أن الناس حديث عهدهم بكفر وليس عندي من النفقة ما أنفق على بنيانه لكنت أدخلت فيه من الحجر خمسة أذرع ، وجعلت له بابا يدخل الناس منه وبابا يخرج الناس منه " قال : فأنا اليوم أجد ما أنفق ، ولست أخاف الناس . قال : فزاد فيه خمسة أذرع حتى أبدى أساسا نظر الناس إليه فبنى عليه البنيان .
وكان طول الكعبة ثمانية عشر ذراعا ، فلما زاد فيه استقصره فزاد في طوله عشرة أذرع ، وجعل له بابين : أحدهما يدخل منه ، والآخر يخرج منه .
فلما قتل ابن الزبير كتب الحجاج [1] إلى عبد الملك [2] يخبره بذلك ويخبره أن ابن الزبير وضع البناء على أس قد نظر إليه العدول من أهل مكة فكتب إليه عبد الملك : إنا لسنا من تخليط ابن الزبير في شئ أما ما زاده في طوله فأقره ، وأما ما زاد فيه من الحجر فرده إلى بنائه وسد الباب الذي فتحه . فنقضه وأعاده إلى بنائه .
وفي تاريخ مكة للأزرقي ، أن ابن الزبير لما هدم الكعبة وسواها بالأرض كشف عن أساس إبراهيم صلى الله عليه وسلم فوجده داخلا في الحجر ستة أذرع وشيئا وأحجار ذلك الأساس كأنها أعناق الإبل ، حجارة حمراء آخذ بعضها في بعض مشبكة كتشبيك الأصابع وأصاب فيه قبرا ،



[1] الحجاج بن يوسف بن الحكم الثقفي ، أبو محمد : قائد ، داهية ، سفاك ، خطيب . ولد ونشأ في الطائف بالحجاز وانتقل إلى الشام فلحق بروح بن زنباع نائب عبد الملك بن مروان فكان في عديد شرطته ، ثم ما زال يظهر حتى قلده عبد الملك أمر عسكره ، وأمره بقتال عبد الله بن الزبير ، فزحف إلى الحجاز بجيش كبير وقتل عبد الله وفرق جموعه ، فولاه عبد الملك مكة والمدينة والطائف ، ثم أضاف إليها العراق والثورة قائمة فيه ، فانصرف إلى بغداد في ثمانية أو تسعة رجال على النجائب ، فقمع الثورة وثبتت له الإمارة عشرين سنة . وبنى مدينة واسط بين الكوفة والبصرة . توفي 95 ه‌ . الأعلام 2 / 168 .
[2] عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي القرشي ، أبو الوليد : من أعاظم الخلفاء ودهاتهم . نشأ في المدينة ، فقيها واسع العلم ، متعبدا ، ناسكا . وشهد يوم الدار مع أبيه . واستعمله معاوية على المدينة وهو ابن 16 سنة . وانتقلت إليه الخلافة بموت أبيه ( سنة 65 ه‌ ) فضبط أمورها وظهر بمظهر القوة ، فكان جبارا على معانديه ، قوي الهيبة . واجتمعت عليه كلمة المسلمين بعد مقتل مصعب وعبد الله ابني الزبير في حربهما مع الحجاج الثقفي . وهو أول من صك الدنانير في الإسلام ، وأول من نقش بالعربية على الدراهم ، وكان عمر بن الخطاب قد صك الدراهم . توفي سنة 86 ه‌ . الأعلام 4 / 165 .

166

نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي    جلد : 1  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست