responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي    جلد : 1  صفحه : 120


قال السهيلي رحمه الله تعالى : كان سطيح جسدا ملقى لا جوارح له فيما يذكرون . قال وكذلك شق إنما له يد واحدة ورجل واحدة وعين واحدة ويروى عن وهب بن منبه - رحمه الله تعالى - أنه قال : قيل لسطيح : أنى لك هذا العلم ؟
فقال لي صاحب من الجن استمع أخبار السماء من طور سيناء حين كلم الله تعالى فيه موسى فهو يؤدي إلى من ذلك ما يؤديه .
وولد شق وسطيح في اليوم الذي ماتت فيه طريفة الكاهنة [1] ، ودعت بسطيح قبل أن تموت ، فأتيت به فتفلت في فيه وأخبرت أنه سيخلفها في علمها وكهانتها ، وكان وجهه في صدره ، ولم يكن له رأس ولا عنق . ودعت بشق ففعلت به مثل ما فعلت بسطيح ثم ماتت وعمر سطيح زمانا طويلا حتى أدرك مولد النبي صلى الله عليه وسلم ورأى كسرى أنوشروان .
قلت : روى أبو نعيم وابن عساكر عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - قال : خلق الله سطيحا لحما على وضم ، وكان يحمل على وضمة فيؤتى به حيث يشاء ، ولم يكن فيه عظم ولا عصب إلا الجمجمة والعنق والكفين . وكان يطوى من رجليه إلى ترقوته كما يطوي الثوب ، ولم يكن فيه شئ يتحرك إلا لسانه .
الوضم بفتحتين : كل شئ يحمل عليه اللحم من خشب أو بارية .
وروى ابن عساكر : بلغني أن سطيحا ولد في أيام سيل العرم وتوفي في العام الذي ولد فيه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حسدوه وبغوا وأنكروا [2] .
وروى ابن سعد عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - عن أبي بن كعب - رضي الله تعالى عنه - قال : لما قدم تبع المدينة ونزل بقناة بعث إلى أخبار يهود فقال : إني مخرب هذا البلد . فقال له سامول اليهودي وهو يومئذ أعلمهم : أيها الملك إن هذا البلد يكون إليه مهاجر نبي من نبي إسماعيل مولده بمكة اسمه أحمد ، وهذه دار هجرته ، إن منزلك هذا الذي أنت به يكون به من القتلى والجراح أمر يكثر في أصحابه وفي عدوهم .
قال تبع : ومن يقاتله يومئذ ؟ قال : يسير إليه قومه فيقتتلون ها هنا . قال : فأين قبره ؟ قال :
بهذا البلد . قال : فإذا قوتل لمن تكون الدبرة ؟ قال : تكون مرة له ومرة عليه ، وبهذا الذي أنت به



[1] طريفة بنت الخير الحميرية : كاهنة يمانية ، من الفصيحات البليغات . كان زوجة للملك عمر مزيقياء بن ماء السماء الأزدي الكهلاني . قيل إنها تنبأت له بانهيار " السد " فاستعد ، هو وقومه ، للهجرة . الأعلام 3 / 226 .
[2] أخرجه ابن سعد في الطبقات 1 / 104 ، وأبو نعيم في دلائل النبوة 40 .

120

نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي    جلد : 1  صفحه : 120
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست