نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 112
قلت : ما ذكره ابن جرير رواه في تفسيره عبد بن حميد [1] وابن المنذر من طريق آخر عن وهب بن منبه . وروى البخاري والبيهقي عن سلمان رضي الله تعالى عنه أنه تداوله بضعة عشر ربا من رب إلى رب . ونقل السيهلي عن منصف حماد بن سلمة [2] رحمه الله تعالى أن الذين صحب سلمان من النصارى كانوا على الحق ، على دين عيسى ابن مريم ، وكانوا ثلاثين يداولونه سيدا بعد سيد . قال الذهبي رحمه الله تعالى : وجدت الأقوال من سن سلمان كلها دالة على أنه جاوز المائة والخمسين ، والاختلاف إنما هو في الزائد . قال : ثم رجعت عن ذلك وظهر لي أنه ما جاوز الثمانين . قال الحافظ : لم يذكر مستنده في ذلك ، وأظنه أخذه من شهود سلمان الفتوح بعد إعلامه النبي صلى الله عليه وسلم وتزوجه امرأة من كندة وغير ذلك ، مما يدل على بقاء بعض النشاط . لكن إن ثبت ما ذكره يكون ذلك من خوارق العادات في حقه ، وما المانع من ذلك ؟ . فقد روى أبو الشيخ في طبقات الأصبهانيين من حديث العباس بن يزيد قال : أهل العلم يقولون : عاش سلمان ثلاثمائة وخمسين سنة فأما مائتين وخمسين فلا يشكون فيها . انتهى . وروى ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة [3] قال : حدثنا أشياخ شتى قالوا : لم يكن أحد من العرب أعلم بشأن رسول الله صلى الله عليه وسلم منا ، كان معنا يهود ، وكانوا أهل كتاب وكنا أهل وثن ، وكنا إذا بلغنا منهم ما يكرهون قالوا : إن نبيا مبعوثا الآن قد أظل زمانه نتبعه فنقتلكم معه قتل عاد وإرم . فلما بعث الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم اتبعناه وكفروا به ، ففيهم أنزل الله ( وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا ، فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين ) . وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : كانت يهود خيبر تقاتل يهود غطفان ، فلما
[1] عبد بن حميد بن نصر الكسي ، أبو محمد : من حفاظ الحديث . قيل اسمه عبد الحميد ، وخفف . من كتبه " تفسير " للقرآن الكريم ، و " مسنده " . توفي سنة 249 ه . الأعلام 3 / 269 . [2] حماد بن سلمة بن دينار الربعي أو التميمي أو القرشي مولاهم أبو سلمة البصري أحد الأعلام . عن ثابت وسماك وسلمة بن كهيل وابن أبي مليكة وقتادة وحميد وخلق . وعنه ابن جريح وابن إسحاق شيخاه وشعبة ومالك وحبان بن هلال والقعنبي وأمم . قال القطان : إذا رأيت الرجل يقع في حماد فاتهمه على الإسلام . وقال ابن المبارك : ما رأيت أشبه بمسالك الأول من حماد . وقال وهيب بن خالد : كان حماد بن سلمة سيدنا وأعلمنا . قال : حماد من طلب العلم لغير الله مكر به . توفي سنة سبع وستين ومائة . الخلاصة 1 / 252 . [3] عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان الأوسي الأنصاري ، أبو عمر المدني ثقة عالم بالمغازي ، مات بعد العشرين ومائة ، انظر التقريب 1 / 385 .
112
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 112