responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي    جلد : 1  صفحه : 214


الباب الثالث عشر في قصة إهلاك أصحاب الفيل وذلك عام ولادته صلى الله عليه وسلم على الصحيح الذي عليه أكثر العلماء .
وكان إهلاكهم تشريفا له صلى الله عليه وسلم ولبلده ، وإلا فأصحاب الفيل كانوا نصارى أهل كتاب ، وكان دينهم إذ ذاك أقرب حالا مما كان عليه أهل مكة ، لأن أهل مكة كانوا عباد أوثان ، فنصرهم الله تعالى نصر الا صنع للبشر فيه ، ولسان حال القدر يقول : لم ننصركم يا معشر قريش على الحبشة لخيريتكم عليهم ، ولكن صيانة للبيت العتيق الذي نشرفه ونعظمه ونوقره ببعثة النبي الأمي خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم .
قال الله سبحانه وتعالى . بسم الله الرحمن الرحيم ( ألم تر ) الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم . أي :
ألم تعلم . قدره على وجود علمه بما يذكر . وقيل : الاستفهام هنا للتعجب إذ هو أمر منقول نقل المتواتر . فكأنه قيل : قد علمت أو تعجب ( كيف فعل ربك ) عبر بكيف دون ما . لأن المراد تذكير ما فيها من وجوه الدلالة على كمال علم الله تعالى وقدرته وعزة بيته وشرف رسوله صلى الله عليه وسلم فإنها من الإرهاصات لنبوته ، إذ مجئ تلك الطيور على الوصف المنقول من خوارق العادات والمعجزات المتقدمة بين أيدي الأنبياء صلى الله عليه وسلم ( بأصحاب الفيل ) محمود .
( ألم يجعل ) أي يجعل كيدهم في هدم الكعبة ( في تضليل ) خسار وهلاك بأن أحرق البيت الذي بنوه قاصدين أن يرجع حج العرب إليه ، وبأن أهلكهم لما قصدوا هدم الكعبة بيت الله تعالى ( وأرسل عليهم طيرا ) اسم جمع يجوز تأنيثه وتذكيره ( أبابيل ) جماعات قيل لا واحد له وقيل واحدة : أبول . أو إبال . أو إبيل كعجول . ومفتاح ، ومسكين . وعلى تذكير الطير قرى : ( ترميهم ) بالمثناة التحتية . وقيل الضمير للرب سبحانه ( بحجارة ) فوق العدسة ودون الحمصة ، كما في أكثر الأخبار ، مكتوب على كل حجر اسم مرمية ، يحمل كل طائر ثلاثة أحجار : واحدا بمنقاره وحجرين برجليه ( من سجيل ) طين مطبوخ ( فجعلهم كعصف مأكول ) كورق زرع أكلته الدواب وراثته فيبس وتفرقت أجزاؤه شبه تفرق أجزائهم بتفرق أجزاء الروث .
الإشارة إلى القصة على وجه الاختصار كان ذو نواس [1] آخر ملوك اليمن مشركا ، وهو الذي قتل أصحاب الأخدود ، وكانوا



[1] ذو نواس الحميري : آخر ملوك حمير في اليمن . وهو صاحب الأخدود المذكور في القرآن الكريم . كان يدين باليهودية ، وبلغه أن أهل نجران مقبلون على النصرانية ، فسار إليهم وحفر أخاديد وملأها جمرا وجمع أعيان المنتصرين منهم ، فعرضهم على النار ، فمن رجع إلى اليهودية نجا ، ومن أبى هوى . واتفق الرومان والحبشة على قتاله ، فزحف النجاشي وكان على النصرانية ، بجيش كبير ، فقاتله ذو نواس على ساحل البحر الأحمر عند عدن ، فكان الظفر للنجاشي ، وخاف ذو نواس الأسر فأطلق جواده نحو البحر ، فألقى نفسه راكبا فمات غريقا . قال النويري : وهو آخر من ملك اليمن من قحطان ، فجميع ما ملكوا من السنين ثلاثة آلاف سنة واثنتان وثمانون سنة . توفي 102 ق . ه‌ . الأعلام 3 / 928 .

214

نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي    جلد : 1  صفحه : 214
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست