نام کتاب : زوجات النبي ( ص ) نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 9
الحياة ذات أدب ، وبسط الإسلام على معارفه رداء التوحيد لأن التوحيد هو العامل الوحيد الذي يحرس الأخلاق الفاضلة ويحفظها في ثباتها ودوامها ، وما تهددت الإنسانية بالسقوط والانهدام إلا بابتعادها عن التربية الحقة . فهذا الابتعاد أبطل فضيلة التقوى وأرسى قواعد القسوة والشدة . ولازم ذلك ابتعاد العلوم المفيدة واقتراب النواقص التي تحيط أعمال الناس ومساعيهم لنيل الراحة والحياة السعيدة ، ومما لا شك فيه إن المعارف الحقة والعلوم المفيدة التي تسوق الإنسان إلى صراط الله المستقيم . لا تكون في متناول البشر إلا عندما تصلح أخلاقه . ولا تصلح الأخلاق إلا بالتربية التي يقوم عمودها الفقري على التوحيد . ولما كان تعدد الزوجات سنة جارية على امتداد المسيرة البشرية . فإن الإسلام شرع التعدد وجعل له ضوابط وشروط . والإسلام لم يشرع تعدد الزوجات على نحو الإيجاب والفرض على كل رجل . وإنما نظر في طبيعة الأفراد وما ربما يعرضهم من العوارض الحادثة ، فالتعدد له أسبابه وتشريعه حفظا " لمصلحة المجتمع الإنساني . ولقد اعتنى الدين في تهذيبه للأخلاق أن لا تختزن الشهوة في الرجل أو المرأة لأن ذلك يدعو إلى التعدي إلى الفجور والفحشاء . فوضع الإسلام الضوابط التي معها يرتفع هذا الحرمان ومنها الصوم أو الزواج . ونظرا " لأن المرأة الواحدة ربما اعتذرت فيما يقرب من ثلث أوقات المعاشرة والمصاحبة . كأيام العادة وبعض أيام الحمل والوضع والرضاع ونحو ذلك . رفع الإسلام الحاجة الغريزية بالتعدد وفقا " لشروطه . ولم يقصد من وراء التعدد رفع الحاجة الغريزية فحسب . وإنما اعتمدت الشريعة في مقاصدها تكثير نسل المسلمين وعمارة الأرض بيد مجتمع مسلم . عمارة صالحة ترفع الشرك والفساد . وكما ذكرنا إن التعدد لم يشرع على نحو الإيجاب والفرض على كل
9
نام کتاب : زوجات النبي ( ص ) نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 9