نام کتاب : زوجات النبي ( ص ) نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 18
ترتب على هذا من المفاسد التي تتلافى أبدا " . من ذلك شيوع القصص . والقصص هو إخبار الناس بقصص الماضين . وعمل ذلك مذموم شرعا " لأنه يصرف الناس عن الاشتغال بالعلوم الدينية والنافعة . ولم يعهد ذلك في عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم . ومع انتشار القصص وضع القصاصون الحديث في قصصهم . وكانوا إذا دخلوا بمساجد الجماعات ومحافل القبائل من العوام والرعاع . أكثر جسارة على وضع الحديث ، ومما وضعوه أحاديث تنافي عصمة الأنبياء فجعلتهم يخطؤون . وذلك أنهم عتموا على جوانب الوحي والدعوة . وأظهروا جوانب الشهوات من حب النساء والأموال والرآسة إلى غير ذلك [1] . ومما نسبوا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يسب ويلعن ويجلد . ونسبوا إليه أنه كان يسهو في الصلاة وأنه كان ينسى آيات القرآن الكريم ، وأنه خطب إحدى زوجاته وهي في سن السادسة وبنى بها وهي في سن التاسعة . وجميع ذلك تحت عنوان إنه بشر يغضب وينسى ويبحث عن الجمال والمتعة . قاتلهم الله وتحت عنوان الشجاعة أظهروا حركة السيف وعتموا على الكلمة [2] . وأرادوا من وراء تجريد النبي من العصمة . أن يبرروا أخطاء الأمراء الذين ضيعوا الصلاة وأتبعوا الشهوات وبالجملة : كان القصص مدخلا " للكذابين . وكان النواة الأولى لاختلال منهج البحث ومنهج التفكير ومنهج الاستدلال . وتحت هذا السقف لا تظهر القراءة النقدية المتفحصة التقييمية إلا بعد عناء شديد . ومما لا شك فيه أن رواية الحديث الشريف نهضت في عهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، إلا أن أهل الشام بقيادة معاوية بن أبي سفيان