نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 97
< فهرس الموضوعات > عفا الله عما سلف < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > الرشوة < / فهرس الموضوعات > عفا الله عما سلف من خطبة له خطبها بعد مقتل عثمان في أول خلافته : أيها الناس ، إن الدنيا تغر المؤمل لها والمخلد إليها ( 1 ) ، ولا تنفس ( 2 ) بمن نافس فيها ، وتغلب من غلب عليها . وأيم الله ، ما كان قوم قط في غض نعمة من عيش فزال عنهم إلا بذنوب اجترحوها ، لأن الله ليس ( بظلام للعبيد ) . ولو أن الناس حين تنزل بهم النقم وتزول عنهم النعم ، فزعوا إلى ربهم بصدق من نياتهم ووله من قلوبهم ، لرد عليهم كل شارد وأصلح لهم كل فاسد . وإني لأخشى عليكم أن تكونوا في فترة ( 3 ) وقد كانت أمور مضت ملتم فيها ميلة ، كنتم فيها عندي غير محمودين ، ولئن رد عليكم أمركم إنكم لسعداء . وما علي إلا الجهد ، ولو أشاء أن أقول لقلت : عفا الله عما سلف ! الرشوة من كتاب له إلى أمراء الأجناد لما استخلف : أما بعد ، فإنما أهلك من كان قبلكم أنهم منعوا الناس الحق
1 - المخلد إليها : الراكن إليها . 2 - تنفس ، مضارع نفس : تضن . ومعنى العبارة : إن الدنيا لا تضن بمن يباري غيره في اقتنائها وعدها من نفائسه ، ولا تحرص عليه بل تهلكه . 3 - الفترة ، هنا كناية عن الجهل والغرور .
97
نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 97