responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق    جلد : 1  صفحه : 96


أسفلكم أعلاكم من كلام له لما بويع بالمدينة :
ألا وإن بليتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث الله نبيكم صلى الله عليه وسلم ( 1 ) . والذي بعثه بالحق لتغربلن غربلة ولتساطن سوط القدر ( 2 ) حتى يعود أسفلكم أعلاكم وأعلاكم أسفلكم ، وليسبقن سابقون كانوا قد قصروا ، وليقطرن سباقون كانوا قد سبقوا . والله ما كتمت وشمة ( 3 ) ولا كذبت كذبة ! ألا وإن الخطايا خيل شمس ( 4 ) حمل عليها أهلها وخلعت لجمها فتقحمت بهم في النار ! ألا وإن التقوى مطايا ذلل حمل عليها أهلها وأعطوا أزمتها فأوردتهم الجنة . حق وباطل ، ولكل أهل !
هلك من ادعى وخاب من افترى ومن أبدى صفحته للحق هلك ( 5 ) وكفى بالمرء جهلا أن لا يعرف قدره . فاستتروا في بيوتكم وأصلحوا ذات بينكم ، والتوبة من ورائكم ولا يحمد حامد إلا ربه ، ولا يلم لائم إلا نفسه !


1 - إن بلية العرب التي كانت محيطة بهم يوم بعث محمد هي بلية الفرقة والتباعد والعصبية وظلم القوي للضعيف والغني للفقير . فتلك الحالة التي هي مهلكة للأمم قد صاروا إليها بعد مقتل عثمان . 2 - لتغربلن : لتقطعن من . ساط ، من السوط ، وهو أن تجعل شيئين في القدر وتضربهما بيدك حتى يختلطا وينقلب أعلاهما أسفلهما وأسفلهما أعلاهما . 3 - الوشمة : الكلمة . 4 - شمس ، جمع شموس ، وهو الجامح الذي يمنع ظهره أن يركب . 5 - من أبدى صفحته للحق ، أي : من كاشف الحق مخاصما له مصارحا له بالعداوة .

96

نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق    جلد : 1  صفحه : 96
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست